عقود من السنين، أي منذ الإستقلال إلى ما قبل الحوار الجنوبي _ الجنوبي، ونحن الجنوبيين لا نفقه سوى _فيما بيننا_ لغة الحرب وإراقة الدماء والوقوف كند لند ضد أنفسنا وأجيالنا، وأخرها المماحكات ألتي أصبحت السلاح الذي يستخدمه أعداؤنا لفرقتنا لأجل إستمرار مصالحهم . ولكن أراد الزمن أن يبرز أذرع حكيمة لتغير لغة الحرب إلى لغة الحوار الذي أصبح لغة العصر دون سواه . فعلى المستوى الدولي ولأجل كسر ذراع أمريكا الصانعة للحروب، أختار الزمن شي جين بينغ الرئيس الصيني، كذراع عصرية الداعمة للحوار التي صنعت معجزة العصر وفتحت قنوات الحوار ليس فقط بين السعودية وإيران، بل أيضاً حاولت فتح قنوات الحوار بين روسيا وأوكرانيا .
وعلى المستوى الجنوبي أختار الزمن الرئيس/ عيدروس الزبيدي، كشمس تشرق لغة الحوار لتحرق ظلمة الحرب والمماحكات فيما بيننا .
فنحن نعلم وبالذات رجال الساسة أن المجتمع الدولي والأقليمي لن يعترف بقضيتنا الجنوبية مادام أنه يتعامل مع أفراد، ولكن اليوم كان الحوار الجنوبي _الجنوبي الصفعة التي أفاقت وجه العالم، ليتعامل مع كيان المجلس الإنتقالي الذي ليس فقط عمل على لم شمل أغلبية الكيانات الجنوبية عبر الحوار، بل أيضاً لأنه الركيزة الأولى في المجلس الرئاسي وأيضاً لشعبيته الكبيرة، وأهمها سيطرته على الأرض وما يمتلكه من مقومات دولة قادمة .
فما المانع من بقية أبناء الجنوب في الداخل والخارج المعارضين للحوار الجنوبي _ الجنوبي، أن يتركوا وسائل التواصل الإجتماعي من فيسبوك وواتس وغيرها التي يستخدموها لخدمة أعداؤنا _ عن جهل _ لتشوية وتخوين وتلفيق الأكاذيب على أخوانهم المتحاورين الجنوبيين، وأن يقفوا كند للإنتقالي وبنفس سلاح الحوار، ليعرضوا لنا الكيانات الجنوبية التي ستحضر حوارهم الداعم لعودة الوحدة الظالمة التي همشتهم وأضطهدتهم أكثر من أبناء الجنوب الأخرين .
فأي قانون او عرف تملكوه يا شرعية الشمال وياحوثي ويابعض الجنوبيين، يجعلكم تُحرموا الحوار على أبناء الجنوب وتحللوه عليكم، فإن تناسيتوا فلن ينسى التاريخ الحوار الوطني في صنعاء الذي أضطهده الحوثي بالحرب، او ينسى مشاورات الرياض اليمنية _ اليمنية التي آتت مخرجاتها جاهزة دون علم المتحاورين، او ينسى مؤتمر الرياض الداعم للشرعية التي أنتصر عليها الحوثي سياسياً .
فلا يُذهلني أبداً الرفض التام للحوار الجنوبي _ الجنوبي من قبل الحوثي الذي بذلك سيخسر حصته من الثروة الجنوبية التي يشترط أن يكون نصيبه منها أكثر من ثلثي، ولا يذهلني الرفض التام من قبل مسؤولين الشرعية الشمالية الذين سيخسروا مصالحهم والذين تناسوا أن الجنوب وأهله قد أستقبلوهم أفضل أستقبال حين جعلهم الحوثي ينزحون، وخير دليل على ذلك إقامتهم في جبال المعاشيق، ولكن مايذهلني هو الرفض التام والوقوف مع الأعداء من قبل بعض أبناء الجنوب ضد الحوار الجنوبي _ الجنوبي والسبب في ذلك _ حسب قولهم _ أنهم ليسوا في السلطة، علماً أن مشاركتهم ستجعل لهم نصيب في السلطة، غير مُبالين أن هذا الحور الجنوبي _ الجنوبي هو طوق نجاة لقضيتنا الجنوبية الغارقة منذ 1990م، لأن قضيتنا تحتاج إلى كيان وليس إلى أفراد ليتعامل معها المجتمع الدولي بمصداقية حسب ماقلت في إحد الفقرات السابقة .
فإن كانت الشرعية الشمالية ومن معها ترضى على ذاتها، أن تظل مرتهنة ومنتظرة لرأفة وشفقة الحوثي ليملي عليها شروطه ( على حساب الجنوب ) الغير عادلة للجلوس على طاولة الحوار معهم، فنحن أبناء الجنوب لن ولن نرتضي على أنفسنا وعلى أبناؤنا وأجيالنا أن نخضع له ولمذهبه .