الموقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية ليس وقفا لإطلاق النار وإنما يهدف إلى توجيه سلوك القوات لتهيئة الظروف المواتية لتدفق المساعدات الإنسانية.
وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا في إفادة للصحفيين طالبين عدم الكشف عن هوياتهم، أن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في وقف دائم للأعمال القتالية يتطلب عملية طويلة، إذ لا يزال الطرفان “متباعدين جدا”.
وأعرب المسؤولون ذاتهم عن أملهم في أن يؤدي الاتفاق الأولي إلى خلق زخم.
الآلية الثلاثية ترحب
ورحبت الآلية الثلاثية في السودان بتوقيع الجيش والدعم السريع إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، واعتبرته خطوة أولى نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية في البلد الذي يشهد اشتباكات منذ نحو الشهر. يشار إلى أن المفاوضات بين الطرفين كانت استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء، بهدف إرساء هدنة ثابتة، تتيح إيصال المساعدات إلى المناطق المحتاجة.
فيما تتواصل التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الأمني بشكل خطير، واتساع القتال إلى حرب شاملة قد تطال دولاً أخرى في المنطقة أيضاً، فضلا عن تنامي أعداد اللاجئين والهاربين من القتال إلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياجات الغذائية والطبية في البلاد.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الاشتباكات المستمرة منذ قرابة الشهر رغم الإعلان عن عدة هدن هشة، خلفت مئات القتلى وآلاف المصابين بحسب حصيلة رسمية، كما أدت إلى أزمة إنسانية واقتصادية طاحنة في الخرطوم التي تشهد نقصا حادا في المواد الغذائية ومواد الطاقة، مع ارتفاع أسعارها إن وجدت.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 700 ألف شخص شردتهم حتى الآن المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.