باديء ذي لابد من التأكيد على أن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية قد دأب خلال السنوات الماضية على إقامة علاقات واتصالات وتواصل مع العديد من الجهات المحلية والخارجية التي اثمرت بشكل خاص عن انعقاد “منتدى اليمن الدولي” بنسختيه الأولى في ستوكهولم بالسويد خلال العام الماضي والثانية في مدينة لاهاي هولندا خلال الفترة من ١٢ وحتى ١٥ يونيو الجاري.
ما يهمني في هذه المقالة أن أتحدث عن نسخة لاهاي التي حضرتها شخصيا بدعوة من المركز وبرعاية وزارتي الخارجية الهولندية والسويدية.
شارك في هذا المنتدى بحسب إعلان مركز صنعاء أكثر من ٢٥٠ مشاركا في الداخل والخارج.
كان المشاركون من الحكومة اليمنية ومجلس النواب وباحثين وعدد من القيادات السياسية والحزبية وحتى القبلية.
وبالطبع كانت هناك مشاركات فعالة لبعثة الأمم المتحدة وعلى راسها المبعوث إلى اليمن هانس جراندبورج والاتحاد الأوروبي وعدد من سفراء الدول كالمانيا وهولندا ومجلس التعاون الخليجي.
شارك في افتتاح واختتام جلسات المنتدى أمين عام وزارة الخارجية الهولندية وعمدة مدينة لاهاي.
سياسيا شارك المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اشترط لحضوره – بحسب المشاركين – أن تكون الدعوة موجهة له من الخارجية الهولندية وليس من مركز صنعاء… تمكن المجلس من إجراء العديد من اللقاءات مع سفراء وسخصيات محلية وخارجية هامة، كما تمكن من عقد مؤتمر صحفي على هامش فعاليات المنتدى استغلها لعرض طبيعة التطورات الجارية في الجنوب ودور المجلس الانتقالي في التصدي لسياسات التجويع التي مارستها حكومات الشرعية المتعاقبة ضد شعب الجنوب.
كما تم استعراض أهمية ونتائج اللقاء التشاوري الجنوبي والتوقيع على الميثاق الوطني وانعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية في حضرموت.
وتم أيضا استعراض النجاحات الهامة التي حققتها القوات الجنوبية في تطهير محافظات الجنوب من الإرهاب والاستمرار في ملاحقة العناصر الإرهابية وتجفيف منابعها وسحق مواقعها.
كان يمكن أن تكون مشاركة الجنوبيين سواء الذين رشحهم الانتقالي أو من خارجه ، كان يمكن أن تكون اقوى فيما إذا تم زيادة عدد المشاركين وحرصهم على المشاركة الفعالة في اطار الجلسات العامة والفرعية التي هيمن عليها المشاركين من الشمال وتمكنوا من توجيهها باتجاه قضايا ثانوية.
وبالنسبة للمنتدى ينبغي أن يكون واضحا أنه لم يكن مؤتمرا ولا مفاوضات ولم تصدر عنه ابة اتفاقات أو قرارات…بل هو عبارة ندوة موسعة للوصول إلى مقاربات في وجهات النظر البحث عن فرص للسلام العادل والشامل.
واجمالا ما زالت القوى السياسية تتمرس خلف قناعات قد عفى عليها الزمن ولم تستطع استيعاب المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية خلال العشر السنوات المنصرمة.
ما يعيب هذا المنتدى حسب رأيي الشخصي إن العدد الكبير للمشاركين قد حول المنتدى إلى فعالية جماهيرية أكثر منها علمية وبحثية فيما لو اقتصرت الدعوة على صناع القرار من الباحثين والقوى السياسية الفعالة بما فيها المرأة والشباب الذين تتوفر فيهم مواصفات وشروط الباحثين الاستراتيجيين.