عشر سنوات وليست عشرة أعوام على رحيلك ايها الأب والمعلم والثائر الجنوبي البطل فقيد الوطن الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل.. لروحك الطاهرة نسأل الله الرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته.. في ذكرى وفاتك معلمي وقدوتي 16 يونيو 2012م ..16يونيو 2022م ماذا عساني أن أكتب وما هي الكلمات والعبارات التي من خلالها نستطيع أن نفيك حقك ولو بالشيء اليسير .. نعم ..لعمري إن الحديث لن يكفي ولن ولم تكن الكلمات مهما أثرت القول بمعانيها وتفسيرها وقيمتها اللغوية ستحقق جزء من العرفان والوفاء لروحك الطاهرة ..
تلك الروح الطيبة التي قدمت الغالي والنفيس من أجل حرية القلم اولا ومن أجل حرية المواطن والوطن ثانيا…نعم لقد كنت نبراس متوهج وشرارة النور التي اشعلت الثورة الجنوبية ..تمكنت من كسر حاجز الصمت الذي أصابنا في فترة كان الحديث فيها ممنوعا بل جريمة وخيانة..كما كان يعتبرها ولاة قوى الاحتلال اليمنية .. في فترة كان فيها غالبية السواد الأعظم من شعبنا الجنوبي صامتا ومستسلما يتجرع مرارة الحياة المعاشة بكل انواعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ..الخ
رغم شعور الكل من هذا السواد بحجم صلف الإحتلال وهمجية سلطات صنعاء التي أحكمت السيطرة بجبروتها وهيمنتها وترهيب وتجويع شعبنا الجنوبي. أبا باشا ..لقد كنت نعم الاب ونعم القلم المتوهج ونعم البطل المقاوم الرافض للاستعلاء والاستغلال والهمجية رفضت أن يكون الجنوب مقيدا من حريته ومحروما من حقوقه ..لم ترضح إلى اغراءات قوى الاحتلال ..ولم تخف ولم تهاب صنوف التهديد والوعيد ولم ترضخ لصنوف التهم الملفقة التي وجهت اليك شخصيا ومعك أسرتك الكريمة اخوك العم تمام وابنائك الاعزاء باشراحيل وهاني ومحمد وايضا هيئة تحرير صحيفة الايام الغراء ومراسلوها الشرفاء ….
فمن منا لا يتذكر كل ذلك ..نعم نتذكر تلك الأيام السوداء التي كابدتها روحك الطاهرة النقية والمخلصة للوطن والمواطن.؟؟ كم هي الذكريات الأليمة التي عشنها معك….وكنت نعم الرجل الصابر والصامد في وجه الظلم..والاستبداد والعنجهية التي استمرأتها قوات وجحافل الاحتلال اليمنية بحقك وحق اسرتك وحق أبناء شعبك الجنوبي .. ..
اعذرني استاذي وتاج راسي ابو باشا هشام فربما يزعجك هذا الحديث لمعرفتي فيك وقربي الكبير منك..اعلم انك تمغت الاطراء والمدح..ترفض الذات بمقدار اخلاصك وحبك لبقاء وثبات رايك وايمانك بحجم رسالتك الصحفية بأمانة ومصداقية..وايمانك المطلق بمصداقية أهداف الثورة الجنوبية…. .
اعذرني أستاذي وقدوتي أبا باشا وهاني ومحمد ..إن أخفقت في حقك وقصرت في حديثي عن جل ماثرك ومناقبك الكثيرة ..والتي يعلمها الجميع دون استثناء …. وربما لن يكن المقام متسعا هنا..لسردها ..وخشية إن تلمني أو تعاتبني على ذلك ..ولن ترضى بها..فأنت رجل قليل من امثالك لم تقبل يوما المدح الزائد…
لايمانك بالعمل والإخلاص قولا وفعلا.. ختاما.. اقول لك ابو باشراحيل أننا ما زلنا على هديك سنستمر.ونبقى مخلصون لاهدافك وطموحاتك.حتى تتحقق بإذن الله… وسنجعل من افكاركم وآرائكم ايها الأب والمعلم الثائر نهج مسيرتنا النضالية ما حيينا إن شاء الله. ونسأل الله أن يتغمد روحك الطاهره برحمته وعفوه وغفرانه وان يسكنك فسيح جناته..