بغض النظر عن فشل جولة المفاوضات الآخيرة في التوقيع على خارطة طريق بالرياض تكون أرضية يبنى عليها وصولا إلى محادثات سلام كما جاء في تغريدة الصحفي الجنوبي صلاح بن لغبر ، فهذا الفشل قد كان واردا في تنبؤات الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين الجنوبيين وذلك لمدى التخادم الكبير بين الاطراف الشمالية (حوثيين وشرعية ) في اتفاقهم التوقيع على اتفاقيات تكون جميع بنودها أو أغلبها تخدم جماعة الحوثي ، ويكون ذلك على حساب ثروات الجنوب وقضيته السياسية التحررية حتى يبقى الجنوب أرض وإنسان وثروات تحت قبضة الحوثيين كما كان في زمن النظام السياسي لعفاش لحيث والحوثيون يعدون اليوم هم المسيطرون على النظام السياسي بكل جوانبه في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية .
لكن الذي نشيد به في جولة تلك المفاوضات الفاشلة هو ذلك الرفض الجنوبي القوي من قبل الرئيس عيدروس الزبيدي والوفد المرافق له ، الذين أبدوا تحديا كبيرا وقويا بعدم السماح لتمرير مثل تلك المشاريع حتى وأن كانت متعلقة بداية بالجانب الإقتصادي ولدواعي إنسانية كما تم الترويج لها ، وذلك لعلم قيادة الانتقالي ماتحمله الموافقة في التوقيع على تلك الاتفاقيات المحصورة في الجانب الإقتصادي من تبعات سياسية تضع ثروات الجنوب وقضيته السياسية التحررية بورطة كبيرة في جولات الاتفاقيات السياسية القادمة .
أن منطلق الوصول إلى هذا الوضع التفاوضي الجنوبي المتقدم والقوي هو خوض الجنوبيين في ثورتهم جميع المراحل النضالية ضد الاحتلال اليمني المطالبة بأستعادة دولتهم المستقلة ، من مقاومة مسلحة ونضال شعبي سلمي ثم حرب عسكرية شاملة استطاع بها الجنوبيين الانتصار لقضيتهم وطرد ميليشيات الاحتلال والعدوان الحوثية العفاشية من محافظات الجنوب ، وأيضا بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عمل على مواصلة المشوار النضالي الجنوبي بكل حنكة واقتدار رغم ما شاب تلك المرحلة من أزمة خدمات تعمد الأعداء إفتعالها لغرض إضعافه وإخضاعه في مختلف مراحل الجولات التفاوضية .
حيث استطاع الانتقالي ومن منطلق توحيده المكونات النضالية السياسية الجنوبية وتأسيسه وتوحيده القوات المسلحة الجنوبية والأمن ومن بسط سيطرته على محافظات الجنوب بطرده ميليشيات الإخوان والجماعات التنظيمية الإرهاببة ومن مشاركته في الحكومة وفي مجلس القيادة الرئاسي شد الخناق على القوى الشمالية التي كانت تمثل الشرعية بعدم منحهم فرصة تمثيل الجنوبيين وقضيتهم في تلك الجولات التفاوضية وهذا ماجعل الانتقالي يبدي رفضا قاطعا وقويا في التوقيع على أي اتفاقيات تكون على حساب ثروات الجنوب وقضيتهم السياسية النضالية التحررية .