لا تفوّت القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، أي فرصة في اجتماعاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية من دون أن تجدد التأكيد على عدالة قضية شعب الجنوب، وضرورة إدراج حل قضية الشعب ضمن الحل الشامل.
أحدث التأكيدات الجنوبية في هذا الصدد عبر عنها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،خلال لقائه في مقر المجلس بالعاصمة عدن، بوفد من المعهد الأوروبي للسلام برئاسة مدير البرامج في المعهد جيمي بليديل، والمستشار الإقليمي المختص بملف اليمن في المعهد وثانوس بيتوريس.
وقال بيان صادر عن المجلس الانتقالي، إن الرئيس القائد اطّلع خلال اللقاء، على الجهود التي يبذلها المعهد الأوروبي في دعم عملية السلام في المنطقة بشكل عام، والجنوب بشكل خاص، مشددا على أهمية دعم المعهد للحوار الوطني الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي للملمة الصف الجنوبي.
الرئيس القائد أكّد دعم ومساندة المجلس الانتقالي الجنوبي لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الأمريكي للوصول إلى حلٍّ مستدامٍ للصراع في المنطقة، لكن شدد في الوقت نفسه على أن السلام لن يتحقق في المنطقة إلا بمنح شعب الجنوب حق تقرير مصيره بما يلبي تطلعاته.
بدوره، أعرب مدير البرامج في المعهد الأوروبي للسلام عن سعادته بزيارة العاصمة عدن ومقابلة الرئيس الزُبيدي، مؤكدا أن المعهد الأوروبي، يُدرك جيدا حجم المجلس الانتقالي الجنوبي، وتأثيره على الأرض، وحريص على العمل مع قيادة المجلس، ودعم مساعيها الرامية للملمة الصف الجنوبي وتوحيد الرؤى للوصول إلى إجماع جنوبي يحقق تطلعات أبناء الجنوب.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل أهمية بالغة كونها تجدد التأكيد على موقف الجنوب الذي يتمسك بشكل كامل بحقه الأصل في استعادة دوله، وأن يكون ذلك جزءا أصيلا من الحل السياسي.
يتضمن هذا الموقف التأكيد على أن الجنوب لا يمكن أن يلتزم الصمت أمام أي مساع لتهميشه، إذ تعمل قوى الاحتلال إقصاء الجنوب من المشهد السياسي بشكل كامل.
في الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر، فقد تضمنت تصريحات الوفد الأوروبي إقرارا بأهمية حضور المجلس الانتقالي، وهذا الأمر راجع إلى السياسات الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، سواء من خلال جهود الحرب على الإرهاب أو تغليف لغة الحوار دائما كأساس لحل أي أزمة وذلك رغم الاستفزازات التي تمارسها قوى الاحتلال.