شهدت العاصمة السودانية أمس السبت يوماً ساخناً من المعارك الضارية والمواجهات الشرسة بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، في مختلف محاور القتال بمدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري)، في تصاعد كبير لحدة القتال استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة بمشاركة فصائل وتشكيلات عسكرية مقاتلة برية وجوية ومدفعية، في وقت خفت فيه حدة القتال بمدينة بابنوسة، غرب كردفان، مخلفة وضعاً إنسانياً متفاقماً.
أعنف المعارك
وخاض الطرفان أعنف المعارك والاشتباكات شمال الخرطوم بحري، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وكل أشكال القصف المدفعي والجوي وبالمسيرات، وشاركت فيها أيضاً من جانب الجيش القوات المحمولة جواً بعمليات إنزال مظلي خلف خطوط “الدعم السريع” شمال الخرطوم بحري.
وأعلن الجيش في بيان مقتضب عن “تنفيذ عمليات عسكرية متزامنة على جميع المحاور ضمن النسق العملياتي اليومي، حققت الأهداف المخططة لها وكبدت خلالها العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح”.
وأوضحت مصادر ميدانية أن المعارك شملت رقعة جغرافية واسعة النطاق بمناطق الكدرو والدروشاب في محيط معسكر سلاح الأسلحة التابع للجيش شمال مدينة الخرطوم بحري، تم خلالها تدمير عدد كبير من عربات قوات “الدعم السريع” وبسط الجيش سيطرته على شارع الكدرو، كما تم تدمير رتل إمداد (فزع) قادم من شرق النيل في شارع الإنقاذ بحري كان في طريقه إلى الكدرو.
أكثر من محور
كشفت المصادر عن أن الجيش تحرك في محاور عدة تمكن خلالها من عزل قوات “الدعم السريع” بمنطقة قرى الصناعية ومصفاة نفط الخرطوم بالجيلي، تزامناً مع تحرك قوات من سلاح الإشارة في محيط كوبري الحلفايا وطريق التحدي الرابط بين الخرطوم وشمال البلاد.
أوضحت المصادر نفسها أن قوات مشاة الجيش البرية وسعت دائرة سيطرتها شمال مدينة الخرطوم بحري بالتقدم نحو منطقة السامراب والازيرقاب ومدخل الدروشاب شمال المدينة.
وأفاد شهود عيان أن قوات الجيش بمعسكر حطاب انتشرت في طريق التحدي شمال العاصمة على امتداد المنطقة من الخوجلاب وأم القرى والكدرو وكوبري الحلفايا حتى مزارع شمبات.
في أم درمان دارت مواجهات برية عبر الشوارع والأزقة الضيقة خلال متابعة الجيش توسيع مناطق سيطرته وسط مدينة أم درمان القديمة، حيث شهدت مناطق الملازمين ومحيط الإذاعة والتلفزيون اشتباكات من مسافات قريبة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بمساندة المسيرات والمدفعية.
قصف متبادل
واحتدم تبادل القصف المدفعي في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وفي محيط سلاح المدرعات جنوباً، كما دوت أصوات القصف المدفعي في مناطق جنوب الحزام.
وشنت المقاتلات الحربية والمسيرات غارات عنيفة على مواقع “الدعم السريع” في حي الطائف ومدخل كوبري المنشية حيث سمع دوي انفجارات عنيفة شرق الخرطوم.