لا يمكن في اي حال من الاحوال للتضحيات مهما بلغت ان تتسامى او تكون بحجم ما قدمته اسرة الشهيد الشوبجي ، ولا يمكن لها مهما كانت ان تبلغ جلالة هذا العطاء السخي من بذل الارواح رخيصة في سبيل انتصار القضية والدفاع عن الأرض الجنوبية الغالية ، وان كل حديث عن تضحيات هذه الاسرة المناضلة سيكون ابترا ولن يفي ولو بالنزر اليسير عن ماثرها وملاحمها ومواقف الشرف والبطولة التي سجلتها بكل شموخ وكبرياء في مسارات الحرب والتحرير ومعارك التاريخ الفاصلة .
لقد كان الشهيد محمد الشوبجي شابا صغيرا مقبلا على الحياة بكل ما رحبت ، معفيا عن دفع استحقاق آخر بعد أن قدمت أسرته ضريبة باهضة من الأرواح والدماء ، لكنه ابى الا ان يلتحق بركب الابطال من اخوانه الشهداء ووالده الشهيد وخوض معارك الشرف ضد مليشيات الحوثي وقوى الظلام والارهاب في خنادق وجبهات الضالع الصامدة.
ورغم المناشدات الكثيرة لاثنائه من المشاركة في المواجهات الا انه قرر ان يمضي حاملا رأسه على اكفه وفي مقدمة الصفوف شجاعا مغوارا ذائدا عن التراب الجنوبي الغالي ومنتصرا لكل القيم والمبادئ التي تشربها ممن سبقوه ومضى بخطوة الواثق الشجاع الى معتركات الحق والباطل وقدم صورة واضحة الملامح عن معدن هذه الاسرة التي حملت الجنوب في جنباتها وروت ترابه بدمائها الزكية اجلالا بعدالة قضيته وايمانا حقيقيا بحريته واستقلاله وتقرير مصيره ، تضحيات جسام سينحتها التاريخ الكفاحي الجنوبي في انصع صفحاته وستتلوها الاجيال نشيدا جبارا هادرا في كل المنعطفات والمحطات .
رحل الشهيد محمد بطريقة الابطال الذين يعرفون معنى الرحيل الخالد ، وارتقى واقفا قابضا على الزناد في مواجهة المليشيات وأدوات الارهاب التي تتأبط الشر للجنوب وأبناءه وقضيته ، ولم يتوانى في اي وقت من الأوقات أن يكون في طليعة المحاربين الشجعان دفاعا عن وطنه وكل المثل النبيلة التي يحارب الجنوب لاجل انتصارها..
رحم الله الشهيد محمد وكل شهداء آل الشوبجي والجنوب ، وان قدرنا هو الاستمرار في خوض معارك الحرية حتى ننتصر ، ” فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا “…
الخلود الابدي لارواح الشهداء