عادت صراعات الأجنحة لتضرب المليشيات الحوثية الإرهابية، في إطار التسابق بين عناصر هذا الفصيل في الاستحواذ على النفوذ وجني الأموال.
وفي أحدث حلقات هذا التصارع، اغتيل قيادي ميداني بارز بالمليشيات الحوثية في صنعاء، مع أفراد أسرته، وذلك من قبل عناصر حوثية أخرى.
والقيادي الذي تمت تصفيته هو المدعو داوود الرازحي، الذي يعتبر الذراع الأيمن للمدعو عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم المليشيات المدعو عبد الملك الحوثي، وهو من القيادات الخطرة وتوكل له مهام جسيمة، على رأسها قيادته للكتائب المسلحة المرافقة والمحيطة بعبدالخالق.
وترصدت عناصر حوثية، تحركات الرازحي المكنى بـ(أبو علي)، وفي طريق تنقله رفقة أفراد أسرته، على الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء وصعدة، استهدفت السيارة التي كانت تقلهم.
وباشرت العناصر الحوثية المسلحة أثناء مرور سيارة الرازحي، في الموقع الذين كانوا يترقبون مروره منه، إطلاق النيران بشكل مكثف، الأمر الذي أدى إلى مقتل كل من كانوا على متن السيارة.
واقعة مثل هذه من شأنها أن تثير زلزالا في المعسكر الحوثي، فسعت المليشيات لإخفاء هذه الحقيقة عبر الإدعاء بأنه تعرض لحادث مروري كبير، أدى إلى انقلاب سيارته، مما نجم عنه وفاة كل من كانوا على متنها.
إلا أن هذه الرواية نفتها مصادر مقربة من عبدالخالق الحوثي، وأفراد عناصره المسلحة، حيث أكدوا استهداف سيارته بإطلاق وابل من الرصاص المباشر، باتجاهها.
توثق هذه الواقعة حجم الصراعات الآخذة في التفاقم داخل المعسكر الحوثي، والسبب الرئيسي في ذلك هو تسابق قيادات هذا الفصيل الإرهابي في الاستحواذ على النفوذ.
ففي يونيو الماضي، قُتل قيادي حوثي بارز يدعى أبو فضل يحيى منير الحنمي، مع اثنين من مرافقيه على أيدي مسلحين في صنعاء.
وأطلق مسلحون النار على الحنمي ومرافقيه في جولة “الجمنة” على خط مطار صنعاء الدولي.
والحنمي هو أبرز القيادات الحوثية في مديرية بني حشيش، وقد جاءت عملية اغتياله ضمن صراع الأجنحة داخل مليشيا الحوثي والذي تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة.