أثارت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ردود أفعال واسعة وصدمة كبيرة.
وأفاد إعلام إيراني، اليوم الأربعاء، أن “اغتيال إسماعيل هنية وقع في حوالي الثانية صباحا بتوقيت إيران، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران”، وهو ما يكشف قصورا في حماية وتأمين شخصية كبيرة مثل هنية المعروف أنه على قائمة المستهدفين بالاغتيالات من جانب إسرائيل.
لكن ماذا يعني ذلك وما تداعياته على الصراع في المنطقة واتفاق وقف النار الذي كان الوسطاء يجتمعون في روما لإنجازه؟
“ينال من إيران أكثر من حماس” ويحدد الدكتور محمد اليمني الخبير المصري في العلاقات الدولية، 7 نقاط مهمة حول تداعيات الحادث، ويقول لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “أولا: إن اغتيال أهم شخصية في المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في طهران ينال من إيران أكثر بكثير مما ينال من حماس، لأنه يهز الصورة الذهنية لإيران بعنف أمام داعميها ومناصريها بالداخل والخارج”.
وأضاف: “الأمر الثاني أن توقيت الاغتيال له دلالة مهمة، فهو في أول يوم لتولي الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان مقاليد الرئاسة، وهو تطور يشير إلى رغبة إسرائيل في نثر الأشواك على طريق بزشكيان نحو أميركا، وإبعاد الرجل الإصلاحي وفريقه عن البيت الأبيض كلما كان ذلك ممكنا”.
وأردف: “ثالثا: كما يوضح الخبير المصري فإن الزمان والمكان لهما أكبر الأثر في هذه العملية الإسرائيلية، ومن اتخذ هذا القرار في تل أبيب يعرف أن إيران لن تتسامح مع مثل هذا العمل ولا يمكن لها أن تكتمه في كبدها أو تمرره تحت أي ظرف، لأن حماية الضيف أهم من حماية أصحاب البيت”.
الرد الإيراني الأمر الرابع كما يكشف الخبير المصري فإن الرد الإيراني الجبري سيعقد مسيرة المفاوضات الإيرانية – الأميركية خاصة أن بزشكيان وضع تلك المسألة كأولوية مركزية في برنامجه الانتخابي وفي فترته الرئاسية التي ستنتهي عام 2028، كما أنه سيعقد مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة.
خامسا وفق ما يؤكد الدكتور محمد اليمني فإن طريقة الاغتيال بصاروخ موجه إلى جسد هنية وهو في غرفة نومه الساعة الثانية صباحا بتوقيت طهران “الساعة الواحدة والنصف بتوقيت القاهرة” تشير إلى أن هناك اختراقا أمنيا وصل إلى أعمق الأعماق في طهران.
البند السادس حسب تعقيب الخبير المصري فإن هذا الانكشاف الأمني سيجعل إيران مجبرة على فتح تحقيق على أعلى المستويات للعثور على الثغرات الاستخباراتية ومعرفة من يكون العميل الإسرائيلي في مؤسسات الدولة، مؤكدا أنه وبالمناسبة سبق أن أعدمت طهران مسؤولا في الحرس الثوري لتعاونه مع إدارة ترامب في اغتيال قاسم سليماني.
سابعا وأخيرا يقول الخبير في العلاقات الدولية: على كل حال نحن أمام حدث ضخم لا علاقة لنظرية المؤامرة به، وعلينا أن ننتظر لنعرف نتيجة التحقيق الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني الآن أنه يجري العمل عليه.