أفادت مصادر محلية للجزيرة بتجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمالي وشرقي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط مصير مجهول لمفاوضات بين طرفي الصراع في جنيف اقترحتها واشنطن.
وكان الجيش السوداني قد شن غارات على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بمحلية “مِليط” شمالي الفاشر.
سياسيا، قال المبعوث الأميركي الخاص توم بيرييلو اليوم الاثنين إن المحادثات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ستمضي قدما في جنيف هذا الأسبوع.
وفي تغريدة على منصة “إكس”، قال بيرييلو إن “كل الاتهامات المتعلقة بمخالفة القانون الإنساني الدولي ستناقش خلال مفاوضات سويسرا من خلال انسياب المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية”.
ولم يتضح بعد ما إذا كان وفد من الجيش السوداني أو الحكومة سينضم إلى المحادثات.
وتعترض الحكومة السودانية على بعض أجندة هذه المحادثات، مما أدى لفشل مشاورات أميركية سودانية في جدة السعودية كانت تهدف لتقريب وجهات النظر بما يسمح بانطلاق المفاوضات في الرابع عشر من الشهر الحالي سويسرا.
== نقطة كارثية :
من جهة أخرى، حذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة اليوم الاثنين من أن السودان وصل إلى “نقطة انهيار كارثية”، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها جراء الأزمات المتعددة.
وأشارت المنظمة إلى أن المجاعة والفيضانات أُضيفت إلى قائمة التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص في البلاد التي مزقتها الحرب، في ظل أكبر أزمة نزوح في العالم.
وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة عثمان بلبيسي، في بيان، إن “هذه الظروف ستستمر وتزداد سوءا إذا استمر الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية”.
وأضاف “من دون استجابة عالمية فورية واسعة النطاق ومنسقة، فإننا نخاطر بأن نكون شاهدين على عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها في الأشهر المقبلة. نحن عند نقطة الانهيار، نقطة انهيار كارثية”.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن الأرقام الأخيرة أظهرت أن هناك أكثر من 10.7 ملايين نازح داخليا في السودان، وقد نزح العديد منهم عدة مرات.
وفي الوقت نفسه، فر 2.3 مليون شخص عبر الحدود إلى الدول المجاورة.