في العام 2024، شهدت القضية الجنوبية تحولاً جذرياً، حيث أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية. من نيويورك إلى أبوظبي، ومن أروقة الأمم المتحدة إلى المكاتب الدبلوماسية الكبرى، حرصت القيادة الجنوبية على تعزيز حضورها السياسي، مستخدمة الدبلوماسية كأداة صراع تعكس طموحات شعب الجنوب.
نيويورك: اللحظة الفارقة في سبتمبر 2024، اجتمع قادة العالم في قمة الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أإنطلق الرئيس عيدروس الزبيدي لتأكيد أهمية قضية الجنوب. أمام مجلس الأمن، وضع الزبيدي قضية الجنوب في قلب الحوار الدولي، مشيراً إلى الاتفاقات السابقة مثل مشاورات الرياض 2022، مؤكداً أن أي حل شامل في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون أخذ الجنوب في الحسبان.
لم يكن حضور الزبيدي في نيويورك مجرد رمزية، بل كان تحركًا مدروسًا بعناية. من كلماته أمام قادة العالم إلى اجتماعاته المغلقة مع دبلوماسيين دوليين، قدم رؤية المجلس الانتقالي للتنمية المستدامة، مع التأكيد على دور الجنوب كشريك استراتيجي في استقرار المنطقة.
بعد عودته من نيويورك، واصل الزبيدي تعزيز التحركات الإقليمية. في أبوظبي، أجرى لقاءات مع شخصيات بارزة، مثل السفير الأمريكي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي وعد بفتح سفارة روسية في عدن. هذه اللقاءات ركزت على تعزيز التعاون الإقليمي وضمان المصالح المشتركة.
وفي الرياض، فتح الزبيدي قنوات جديدة للحوار مع الحلفاء الإقليميين، حيث ناقش قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب. كانت رسالته واضحة: الجنوب ليس مجرد عنصر ثانوي في المعادلة اليمنية، بل هو عنصر رئيسي في استقرار المنطقة.
دور عمرو البيض: المهندس الدبلوماسي في هذا السياق، برز دور عمرو البيض، ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي، كمهندس دبلوماسي حقيقي. من بروكسل إلى واشنطن، ومن مكاتب الاتحاد الأوروبي إلى الأمم المتحدة، عمل البيض على بناء أساس دبلوماسي لقضية الجنوب. في أوروبا، التقى مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وبرلماناته، حيث ناقش أهمية إدراج القضية الجنوبية في أي مبادرات سلام قادمة، مع تعزيز الفهم العالمي لتطلعات الجنوب وحقه في تقرير مصيره.
الرسائل والمعاني: دبلوماسية السلام لم تكن التحركات التي قادها الرئيس الزبيدي بحكمته و فارس الدبلوماسية الجنوبية عمرو البيض مجرد خطوات سياسية، بل كانت تعبيرًا عن رؤية أعمق. فقد عرفت القيادة الجنوبية، التي خبرت مرارات الصراع العسكري، أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بقيام دولة جنوبية مستقلة. من خلال رسائلها الصريحة للعواصم الكبرى، أكدت القيادة الجنوبية أن العالم يحتاج إلى حليف مستقر في جنوب الجزيرة العربية، وأن السلام لن يتحقق دون تصحيح معادلة السلام لتشمل الجنوب كطرف أساسي.