في آخر تطورات سد النهضة الإثيوبي، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة بمصر، عن مفاجأة غير متوقعة بشأن كمية التخزين في سد النهضة، ملمحاً إلى أن إثيوبيا بدأت التفريغ التدريجي لمياه السد.
وتساءل شراقي فيما إذا فقدت إثيوبيا الأمل في تشغيل التوربينات وبدأت التفريغ التدريجي للسد.
وفي هذا الإطار أكد شراقي في تصريحات لـ “العربية.نت” أن “الإيراد اليومي الحالي عند سد النهضة يبلغ أقل من 50 مليون متر مكعب من بحيرة تانا وبعض الأمطار القليلة، وهذه الكمية تكفي تشغيل توربين واحد فقط من التوربينات الأربعة والمفترض أنها جاهزة للتشغيل”.
كما أضاف أن “هذا يتطلب غلق جميع بوابات المفيض، لكن لعدم تشغيل أي منها تم فتح 3-4 بوابات من المفيض العلوي الـ 6 في سبتمبر الماضي أثناء موسم الأمطار، ومع انخفاض الأمطار أصبحت بوابتين في 4 نوفمبر ثم واحدة فقط فى 19 نوفمبر”.
وتابع قائلاً إن “أمس تم فتح بوابة أخرى ليصبح التصريف اليومي من سد النهضة حوالي 100 – 150 مليون متر مكعب رغم قلة الأمطار”.
وأضاف شراقي أنه بذلك سوف يتناقص مخزون البحيرة خلال الأيام القادمة، والذي ظل ثابتًا عند منسوب 538 مترًا بإجمالي تخزين 60 مليار م منذ الخامس من سبتمبر 2024″.
إلى ذلك أشار إلى أن “التخطيط كان أن تستخدم هذه المياه وعليها أكثر من 150 مليون متر مكعب أخرى من المخزون السابق في تشغيل التوربينات، بعد إضافة ثلاثة توربينات أخرى في ديسمبر الجاري ليصبح إجمالي التوربينات الجاهزة للتشغيل 7 توربينات طبقًا لتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي في أغسطس ونوفمبر الماضيين”.
تواصل مشكلات التوربينات وأردف أستاذ الموارد المائية: “يبدو أن مشاكل التوربينات متواصلة فالأربعة السابقين متوقفين، ولا توجد أخبار عن تركيب الثلاثة الجدد، وهنا هل إثيوبيا فقدت الأمل في تشغيل التوربينات قريبًا ولذلك لجأت إلى التفريغ التدريجي لجزء من مخزون سد النهضة بدلًا من التفريغ الكبير قبل موسم الأمطار القادم؟”.
فيما لفت شراقي إلى أنه لا بد من التخلص من 25 مليار متر مكعب على الأقل قبل موسم الأمطار القادم، سواء بالاستفادة منها عن طريق إمرارها على التوربينات في إنتاج كهرباء، أو صرفها عن طريق فتح بوابات المفيض تدريجيًّا من الآن أو كليًّا في أبريل – يونيو القادم”.
أزمة بين مصر وإثيوبيا يذكر أن سد النهضة مازال يثير أزمة كبيرة بين مصر وإثيوبيا بسبب تعنت أديس أبابا في المفاوضات وتجاهل رغبة مصر والسودان في التوصل لحل أو التوقيع على اتفاق قانوني ملزم فيما يخص الملء والتشغيل ما أدى لتجمد المفاوضات.
وكان الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات السد بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه العام الماضي للإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد خلال أربعة أشهر كان قد انتهى بالفشل ولم يسفر عن أية نتيجة.
كذلك قالت مصر إن فشل الاجتماعات يرجع لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وأعلنت القاهرة أنها تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حال تعرضه للضرر.