يصادف اليوم الذكرى السبعين الثورة 23 يوليو 1952م، ويقيام الثورة المصرية وجلاء القاعدة البريطانية من قناة السويس وتأسيسها والانتصار على العدوان الثلاثي عام 1956م وبناء السد العالي ومصنع الحديد والصلب في حلوان وقيام الوحدة المصرية السورية، الطلقت الأمة العربية من المحيط الى الخليج ضد الاستعمار وأخلاقه وقواعده في الجزائر وعدن وفي كلفة أنحاء الوطن العربي، وأصبح عبد الناصر زعيما ليس في مصر وحدها بل في الأمة العربية وأصبح اسمه وصوته وصوره في كل مكان، وكانت الشعوب تنتظر خطاباته أكثر من خطابات حكامهم، وأصبح اسمه في كل بيت تيمنا بهذا القائد العظيم منذ قيام الثورة المصرية وحتى اليوم. ففي بعض الأسر اليمنية اسم جمال منتشر أكثر من أسماء الآباء والأجداد وهذا دلالة اكتشف السلاح الفاست للجيش المصري وخيانة القادة العرب لفلسطين ومن أجلها ومن أجل مصر والأمة العربية قامت ثورة 23 يوليو 1952م. ولم تتوقف حدود الثورة في مصر والوطن العربي بل تعداها إلى أفريقيا السمراء فأصبح عبد الناسـر زعيما أفريقيا وقف إلى جانب حركات التحرر الافريقية حتى تحررت معظم الدول الافريقية وأصبح لها مكانتها ومنظمتها في أديس أبابا باسم منظمة الوحدة الأفريقية ومن أجل اسيا الكبرى أقام عبد الناصر وحلفائه نهرو وسوكارنو وتيتو ونكروما حركة عدم الانحياز التي وقعت إلى جانب الشعوب الأسيوية والأفريقية وأميركا اللاتينية واتخذت هذه الحركة موقفا مميزا وغير منحاز من الصراع الدولي في ذروة الحرب الباردة، وساهمت بشكل كبير في على حب الأمة العربية لهذا الزعيم القائد والحاك. وفي عهده تحررت معظم الشعوب العربية من الاستعمار وقواعده وارتفع صوت القضية الفلسطينية في كل انحاء الوطن العربي وأصبحت محور الصراع في المنطقة وتشكلت منظمة التحرير وجيش التحرير وأصبح لفلسطين فائدها وقادتها وصوتها العالي في المحافل العربية والدولية، ومات وناضل من أجل فلسطين وقتل من أجلها عام 1948م في حصار الفالوجيا المشهورة وهو الذي قال حينها إن معركتنا في قلب القاهرة وليس على حدود السطين عليما تأسيس منظمة الوحدة الاسبوافريقية ومقرها القاهرة.. وأصبح عبد الناصر بعد ذلك زعيما اسيا يحظى بحب الشعوب في كل القارات ويسبب هذه المعارك الكبرى التي خاضها على مدى سنوات وعلى كل الجبهات دفاعا عن حرية الشعوب وتطلعاتها في الحرية والاستغلال فقد تأمرت القوى العظمي وعملائها على مصر عبد الناصر سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومعنويا لإخراجه من ساحة المعارك الكبرى وقد اعترف أمام العالم بأنه يتحمل مسؤولية خسارة هذه الحرب وقدم استقالته ولكن الجماهير في مصر والوطن العربي وقفت الى جالبه معتبرة أن خسارته للحرب وليست للقضية التي تفصل من أجلها وعاد الى رئاسة الدولة وقيادة الأمة العربية ولكن هذه المعركة تركت جرحا في قلبه وجسده . غادر عبد الناصر يوم 28 سبتمبر 1970م ساحة معاركه الكبرى الى الأبد، وهو يقاتل من أجل فلسطين وذلك بعد القمة العربية التي انعقدت لأجلها، بعد أن ودع أمير دولة الكويت آخر رئيس دولة عربية غادر مطار القاهرة يومها، ودع بعدها الحياة بساعات اتحسر الأمة العربية وشعوب العالم زعيما عربيا وأفريقيا واسيويا بل زعيما أسيا وترك عبد الناصر فراغا كبيرا في المنطقة كلها حتى اليوم.. لهني مصــر شعبا وحكومة ورئيسا، كما تهلي جماهير الامة العربية قاطبة، بهذه المناسبة العظيمة.. المجد والخلود لقادة وشهداء ثورة 23 يوليو… المجد والخلود لك أيها القائد الخالد ما أحوجنا اليوم الى قائد عظيم مثلك .