بإعلان العملية العسكرية والأمنية التي أطلق عليها صفة ( سهام الشرق ) والتي بدأت مساء الأثنين الماضي؛ بناء على توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ عيدروس قاسم بن عبدالعزيز الزبيدي؛ والتي تهدف لتطهير المحافظة من جماعات الإرهاب والتطرف والشر والتخريب؛ تقف اليوم محافظة أبين الغالية والعزيزة على قلب كل أحرار وحرائر الجنوب على أعتاب مرحلة جديدة في كفاحها ومسيرتها الوطنية المشهود لها بالحضور الفاعل المتعدد الإتجاهات والميادين؛ والموشح بالتضحيات والوفاء وعظمة وشموخ الكبرياء الوطني الذي كان جزءاً أصيلاً من تاريخ الجنوب المجيد وبكل عناوينه ومحطاته الإيجابية والمضيئة.
وستثبت اليوم مجدداً بأنها قادرة على تجاوز كل ما كان قد لحق بها خلال المرحلة الماضية من آلام وجراح ومعاناة وحرمان وغياب للإستقرار والتنمية؛ وكان نصيبها في كل ذلك هو الأكبر من بين كل محافظات الجنوب جراء المؤامرات التي أستهدفتها وخطط لها نظام صنعاء وعصاباته ومنظماته الإرهابية على تعدد مسمياتها ولأهداف خبيثة باتت معروفة للجميع؛ وكان لذلك دوراً خطيراً وسلبياً على حياة الناس ومعيشتهم منذ تسعينيات القرن الماضي.
غير أن ما يبعث على الإرتياح ويثير الإعتزاز والإطمئنان على عملية الحوار الوطني الجنوبي القائم الذي سيتوج وكما نأمل بوحدة وتماسك الصف الوطني الجنوبي قريباً؛ بأن عملية (سهام الشرق) قد تمت بتوافق وتفاهم جدي ووطني مسؤول بين مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية الجنوبية على مختلف مسمياتها وتشكيلاتها في محافظة أبين وبرعاية مخلصة من قوى وشخصيات وطنية جنوبية كثيرة؛ وضعت مصلحة أبين والجنوب فوق كل المصالح والإعتبارات؛ وجعلت من وحدة السلاح والخندق الجنوبي الواحد وتحرير الجنوب من الإرهاب هدفاً نبيلاً لها؛ ومن الإنتصار للمستقبل عنواناً لموقفها والوقوف بحزم أمام دعوات الفتنة وسد كل أبواب التشرذم؛ وجعلت من ذلك سلوكاً معتمداً لنشاطها الوطني والسياسي الذي أثمر هذا الموقف المشرف.
إن كل هذا يمثل أساساً صلباً يمكن البناء عليه بثقة في الخطوات القادمة التي تنتظر الجنوب وكل الجنوبيين وهي على درجة كبيرة من الأهمية بل ومصيرية .
إن الكثير من المهمات العاجلة تنتظر الجميع بعد عملية تطهير أبين؛ ولعل أهمها تضميد الجراح ولملمة ما بعثرته تلك القوى السياسية والإرهابية الحاقدة على أبين والجنوب؛ وفتح أبواب التصالح الأهلي بشقيه المجتمعي والقبلي وما يستدعيه ذلك من جهد مخلص بهدف جبر الضرر وتجاوز ما يمكن تجاوزه ولمصلحة المستقبل وبمساهمة أجهزة الدولة ومؤسساتها المعنية.
كما أن مهمة أخرى لا تقل أهمية وهي الشروع في وضع خطة عاجلة لإعادة الإعمار وتعويض من يستحقون ذلك وبعدالة وإنصاف؛ بالتوازي مع خطة للتنمية والتطوير في مختلف ميادين الحياة ووفقاً لما تتميز به أبين من مجالات إقتصادية متاحة وواعدة وفي مقدمتها الزراعة والأسماك وغيرها الكثير.