رحل مساء يوم أمس الثلاثاء آخر رئيس للاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جوربا تشوف، أكثر رئيس مثير للجدل. على أيدي هذا الرجل الأحمق جرى تفكيك أكبر بلد عرفه العالم، الاتحاد السوفيتي الذي مثل نحو سدس مساحة وموارد الكرة الأرضية. تبنى الرجل مفهوم البريسترويكا (إعادة البناء)، كمدخل لتدمير بلده من الداخل، وتمكن بمساعدة آلة إعلامية غربية وأموال ضخمة، من تنفيذ مشروعه التآمري. منح الرجل جائزة نوبل الغربية، كنظير لإخلاصه وجهوده في تفكيك بلده، الخصم الأكبر والأبرز للغرب.
زعم جوربا تشوف يومها إن ما فعله كان ضروريا لإحلال السلام العالمي، ولكن عمليا ساهم ذلك في زعزعة وتقويض الاستقرار، وانفردت الولايات المتحدة بالعالم كقطب أوحد، تعبث بموارده وخارطته السياسية، كما لم يتوقف الحلف العسكري للغرب (الناتو) عن التوسع شرقا، وضم المزيد من الأراضي السوفيتية سابقا، وتهديد الأمن الأوراسي عن كثب.
ألحقت سياسة الرجل العابثة ضررا فادحا ليس في آسيا فحسب، بل في مختلف قارات العالم أجمع. يرحل جوربا تشوف في ظل حرب تخوضها روسيا دفاعا عن أمنها القومي، للتصدي للنازية القادمة إلى أوكرانيا شريك الأمس، وإصلاح ما أفسدته ممارسات الرجل الخاطئة.
رحل جوربا تشوف دون إن يبعث رحيله أي حزن أو أسى في الداخل الروسي، هكذا يرحل خونة الأوطان دون ضجيج.