الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
–الرأي السقطري-:
د. وليد ناصر الماس.
لملمة التشتت العربي يتطلب وحدة الموقف والاتجاه، الأنظمة العربية المتسببة في هذه المأساة ليست أهلا للنهوض بهذه المهمة.
لكي نعرف كيف وصلت أقطارنا العربية لهذا الوضع الكارثي، علينا بالإحابة عن عدد من التساؤلات:
ما المشروع الذي يعمل عليه الغرب الاستعماري في منطقتنا العربية؟. مشروع التفتيت والتقسيم.
ما شكل التقسيم المستهدف؟.. تقسيم المنطقة إلى كانتونات صغيرة متناحرة.
ما المدخل للوصول لتلك النقطة؟. إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية.
ما أدوات الخارج لهذه المهمة القذرة؟.
الأنظمة العربية المتراخية، والجماعات المذهبية المتطرفة.
كيف وجدت طهران موطى قدم لها في منطقتنا؟. سقوط الدول والمؤسسات وطغيان الفوضى، مهد الطريق للتدخل الإيراني.
هل ترغب العواصم الغربية بهذا التدخل، أعني تدخل إيران؟. ببساطة هناك خلاف للغرب مع طهران في بعض المواضيع، لكن التدخل الإيراني من وجهة النظر الغربية موضوع حيوي يجب إن يستمر. كيف ذلك؟.
النظام الإيراني نظام طائفي عصبوي، مثله مثل النظام السعودي، وحضوره في المنطقة العربية يساهم في تأجيج الحروب البدائية بين العرب، سنة وشيعة، صراع يقطع مختلف السبل لقيام عملية عربية نهضوية.
كيف يمكن إعادة العراق للحظيرة العربية؟. بالطبع بالقضاء على العصبية الطائفية. هل يمكن التعويل في ذلك على دور سعودي؟. ممكن، ولكن فقط في ضرورة توقف هذا البلد (المملكة) عن تدخلها في تأجيج نار النزاعات وإثارة النعرات. ولكن المملكة لديها أموال طائلة، ألا تعلق آمال في هذا المضمار تحديدا؟. بالطبع لا، العراق بلد غني جدا بثرواته الطبيعية والبشرية، ولكن المسألة تتطلب بعض الاستقرار.
كيف يمكن قطع يد إيران في العراق، هل بدعم التطرف؟. ببساطة لا، التطرف السني الذي تعمل عليه الرياض يُجابه بتطرف شيعي، وهذا يخدم إيران في زيادة تمزيق الشارع العراقي، وإطالة أمد الصراع، واستمرار حضور إيران في أرض الرافدين. كيف يمكن إذا؟. التطرف والتعصب مظهران من مظاهر الجهل، والجهل لا يُعالج بجرعات أخرى من نفسه، بل من خلال نشر الوعي، لابد من محاربة الجهل والتطرف وقطع الشرايين المغذية لهما، لابد من دعم القوى المعتدله فكريا وسياسيا وتمكينها على الأرض، إلغاء اتفاقيات المحاصصة الطائفية في السلطة واعتبارها خيانة وطنية كبرى، وتشكيل حكومة كفاءات، تفعيل القوانين والأنظمة ومراقبة مسألة تطبيقها، حظر إنشاء الأحزاب السياسية على أسس غير وطنية، بناء جيش وطني الولاء، تحديد العدو الحقيقي للشعب العراقي، وإزالة ما علق بذهن الشارع من عصبيات ودعوات بغيضة.
يتردد سؤال عريض في الشارع العربي، على إن الغرب يدعم الأنظمة الليبرالية ويعادي الأنظمة ذات التوجه الإسلامي، هل تتفقون مع هذا الاعتقاد؟. لا نتفق مطلقا.
إذا كيف تبرهنون على ما تعتقدون؟.
سنضع المتابع في أهم نظامين ثيوقراطيين (دينيين) في منطقة الشرق الأوسط، النظام السعودي والنظام الإيراني، هذان نظامان إسلاميان، لكن وجودهما ساهم في زعزعة استقرار المنطقة العربية إلى حد كبير، وخدم المصالح الغربية.
أمر آخر النظام العراقي السابق (نظام صدام حسين) كان نظاما ليبراليا يساريا معتدلا، لم يكرس بُعدا ضيقا طائفي أو عرقي، بل جسد البعد الوطني وعاش العراقيون سنة وشيعة وأكراد ومسيحيون جنبا إلى جنب في سلام ووئام، وقد ساهم هذا الاستقرار في نهضة العراق وبروزه كقوة إقليمية معتبرة، فأتى الغرب لحصار هذا البلد وإسقاط دولته، وإعادته إلى عصر الحروب البدائية.
الحكومة العراقية الراهنة حكومة ثيوقراطية طائفية، وأنا أتساءل هنا هل يمكن للعراق إن ينهض اليوم ويلعب أدوارا في ظل هذا الشكل من الحكم؟؟؟…
الجمهورية العربية السورية هي الأخرى حُكمت من قبل نظام حكم ليبرالي، فأتى الغرب ومعه العرب لإسقاط هذه الدولة، بهدف إقامة دويلات على أنقاضها تتصارع وفق هويات ضيقة إلى آخر نبض.
ديسمبر 10, 2024
ديسمبر 9, 2024
ديسمبر 5, 2024
نوفمبر 27, 2024