كتب/أصيل محمد.
في الوقت الذي تجابه في قواتنا المسلحة الجنوبية قوى الإرهاب والمليشيات الحوثية، في مختلف الثغور والجبهات بعزيمة لا تنفذ ومعنوية بطولية يقف أمامها التاريخ وزمرة العظماء السابقون فيه، إجلالا وإكبارا، تحضر السياسية كأداة ونوع آخر من الأعداء الجبناء لتلحق بركب الإرهاب والمليشيات في محاولة لتضييق الخناق على منتسبي قواتنا الباسلة بأسلوب جبان يطال مرتباتهم التي هي بمثابة استحقاقهم البسيط الذي نفسه لا يرتقى إلى مستوى جهودهم المبذولة والتي لا تزال حتى اللحظة تبذل في حرب هي الأكبر من حيث المؤامرة وتنوع الأعداء واختلاف أساليبهم.
على مدى شهور تنوعت فيه مصادر الضغط الغير مباشرة على أبطالنا الميامين، بإيقاف المرتبات، وشراء الذمم المأجورة لمهاجمة قواتنا الباسلة في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حملات إعلامية منظمة تهدف إلى حرف المسار من خلال التشويه والتحريض وغيرها من الأساليب الخفية التي تمارسها الجماعة، بالتزامن مع التحريض الموجه إلى عامة المجتمع تجاه الجيش الجنوبي وقيادته السياسية بعد الانتصارات التي حققها في أبين وشبوة وتصعيده الأخير في حضرموت الذي يأتي استجابة لمطالب أبناء المحافظة نفسها وتلبية للمصلحة الجنوبية العليا.
ورغم كل تلك المحاولات العدائية إلا أن ذلك لم ينل من عزائم قواتنا المسلحة ولو بقيد أنملة، بل على العكس من ذلك، ازداد أبطالنا يقينا بأنهم على الطريق الصحيح وأن كل تلك العدائيات السياسية والحملات المغرضة ليس إلا للنيل منهم ومن عزائمهم وإظهارهم بأنهم لم يكونوا جديرين بالثقة وليسوا عند مستوى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم باعتبارهم صمام أمام الجنوب رغم كل تلك العدائات والحصارات وإن كثرت ..
ومع استعار كل تلك الحملات التي تحاول النيل من العزيمة الجنوبية القوية والإيمان الصادق بالأحقية بالأرض والوطن، لسان حال أبطالنا يقول: “نحن في معركة مصيرية، وأمامنا عدو واحد، وقدر وطننا الجنوب مرهون بالبندقية لا سواها”..
لذا من يشعر أنه استهلك مخزونه من الصبر والثقة بالنصر، وغزاه اليأس واستسلم لإرهاصات الواقع، ومستجدات الأحداث فليأخذ إجازته عن القول ومستراح من المنشورات البائسة التي تثبط عزائم أبطالنا الميامين، طالما رصاصاتهم لم تتوقف، ورائحة البارود والنار هي اللغة التي يتخاطب بها الرجال مع المليشيا والجماعات الإرهابية، وطالما بقي النشيد الجنوبي يُرتل في طوابير الصباح، وظل الأبطال خلف المتارس فلا يأس.
المنازل العظيمة تنال بالبلاء، والأوطان تستعاد بالتضحيات، والمنتصر هو من يتغلب على اليأس والإحباط في لحظات الصراع الأخيرة.