كتب /د عيدروس نصر.
الدكتور ابوبكر السقاف أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء منذ تأسيس الجامعة، على يديه تتلمذ آلاف الطلاب الذين صار منهم البروفيسورات والدكاترة والمحترفين في جميع التخصصات.
هو ليس فقط استاذاً جامعياً محترفاً ومتبحرا في تخصصه – علم العلوم- كما كانت الفلسفة تسمى ذات يوم، بل إنه رجل صاحب صوت ورأي وموقف متميز في كل الشؤون الوطنية والسياسية والاجتماعية، . . صوتٍ لا يخبو ولا يهتز امام عواصف السياسية وهراوات البوليس، وقد تعرض بسبب رأيه وصوته المدويين لكافة اشكال التنكيل والملاحقة والاختطاف والإخفا والضرب بالعصي المكهربة.
يطول الحديث في مواقف هذا الطود العلمي والسياسي ولكن يكفي ان نذكر له امرين.
* فهو اول من اطلق على حرب ١٩٩٤م على الجنوب بالاحتلال، وسماها ب “الاحتلال الداخلي”، وكان ذلك في مطلع العام ١٩٩٥م اي بعد اشهر فقط على نهاية الحرب البغيضة، حينما كان حتى بعض الشجعان يقدمون التهاني للغزاة والجلادين ويتشفون بالضحايا والمكلومين، وظلت مقالات الدكتور السقاف في صحيفتي “الأيام” و”الثوري” تمثل الشرارات التي اشعلت فيما بعد حرائق الثورة السلمية في الجنوب والشمال.
* والثاني، انه احد ابرز مؤسسي “اللجان الشعبية” الجنوبية وكان بمعية الفقيد هشام با شراحيل وآخرين اول من اسس “اللجنة الشعبية” لمحافظة عدن حينما كان مجرد التفكير بمعارضة نظام صنعاء يمثل كفرا بالدين والملة والعقيدة.
البروفيسور السقاف يرقد اليوم في احد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو مريضا ويتعالج لحسابه الخاص وتعجز اسرته عن تسديد فواتير الترقيد والعلاج والدواء وما يتبع ذلك من نفقات.
البروفيسور والعقل الاكاديمي الذي ملأ صوته الآفاق نصرة للحق ورفضا للباطل لا يوجد لديه من يسدد فاتورة علاجه.
انني بهذا ادعو إلى سرعة تحمل النظامين في صنعاء وعدن فاتورة علاج الدكتور أبو بكر السقاف وتقديم الرعاية الكاملة له وحتى إمكانية نقله إلى اي مستشفى متخصص في اي دولة، ليس فقط ردا لجمائله ولكن قياماً بالواجب القانوني والاخلاقي والإنساني تجاه قامة وطنية وعلمية بمكانة وحجم الدكتور ابوبكر السقاف، كي لا نفقد ما تبقى من القيم التي تلزمنا بها اخلاقنا وديننا ومعتقداتنا.
ملحوظة
_______
البارحة فقط علمت ان الدكتور السقاف هو زميل للدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والذي ما يزال محتفظا بمقعده كأستاذ لعلم الاجتماع في نفس الكلية ونفس الجامعة.
نصلي ونبتهل إلى الله من اجل الشفاء للدكتور ابوبكر السقاف.