سنتناول في هذه السطور المختصرة بعض الجوانب المشرقة من شخصية الشاعر الحالمي عبد الكريم قاسم عبيد النسري المعروف بـ أبي باسل.
الشاعر سليل قبيلة النسري الحالمية العريقة، المشهورة بالشجاعة والأصالة والحكمة، مما أكسب شخصيته ذلك النضوج والجسارة والاعتداد بالنفس.
في فضاء الشعر تحديدا للشاعر أبو باسل النسري حضور مميز ولافت، فهو شاعر رقيق ومرهف، وصاحب مشاعر جياشة، وإخلاق دمثة وكرم وتواضع جم.
لأبي باسل باع عريض في الشعر الشعبي، فهو صاحب موهبة غزيرة متدفقة، يكتب كل ألوان الشعر تقريبا، ومن ذلك الشعر الغنائي الذي أمتاز به شاعرنا، علاوة عن موهبة فائقة في التلحين، إذ يتمتع بقدرة على إخراج اللحن المناسب للقصائد الشعرية، ولعل هذه السمة من المميزات الأساسية والمهمة التي تميز الشاعر الغنائي (إن لم تكن ملحنا فلن تكون شاعرا غنائيا مجيدا)؛ وقد يسبق اللحن الكلمات أحيانا عند الكثير من الشعراء الغنائيين، مما يمكن الشاعر من انتقاء الكلمات والأوزان المناسبة، وإضفاء لمسة جمالية للقصيدة.
يتسم شعر أبو باسل بالرقة والجزالة والوضوح وعدم التكلف، ولا يخلو من التشبيهات البليغة والبديعة، وتُخصص نسبة مهمة من قصائده لتناول قضايا وهموم المجتمع، ومن ذلك تناوله لمشاكل وهموم المواطن الحالمي، في حين يتناول جزء آخر منها القضايا الوطنية التي تعج بها الساحة الجنوبية.
إلى جانب طاقته الشعرية المتوقدة يتمتع أبو باسل بشخصية وازنة وحضور معتبر، على صعيد الساحة المحلية.
كما يتسم بسرعة بديهته وخياله الواسع وفهمه العميق للأمور والأحداث، مما منحه ذلك المزيد من الحظوة والشهرة.
يتفانى أبو باسل دوما في خدمة قضايا مجتمعه العادلة، ويحمل على كاهله هم وطن مسلوب يحلم باقتراب استعادته.