عنوان مقالتي لهذا اليوم مشتق من آخر عبارة قائلها: الدكتور سالم الطاهري، مدير عام الابتعاث في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والفني والمهني، في العاصمة عدن، في برنامج بشفافية،الذي يديره الاعلامي المتألق علي السقاف.
لقد كنت فخورا بهذا الرجل الصريح الصادق والشجاع في بلد يخلو من المخلصين إلا ما ندر حين صرح بكل شفافية ووضوح عن الفساد الإداري والمالي في الوزارة، كاشفا عن كل التلاعب والمحسوبية والولاءات في توزيع المنح والابتعاث للخارج، حيث أشار إلى أن الوزير وحاشيته يلعبون بكل النظم واللوائح بدون رقيب أو حسيب، كاشفا عن فساد مهول داخل أروقة الوزارة، مشيرا أن هناك عدد من الدول الصديقة والشقيقة نحو ، روسيا مصر السودان الصين المجر الجزائر تونس المغرب … يمنحون اليمن پمئات من المنح الدراسية البكلاريوس والماجستير والدكتوراه، وأنه يتم نهبها وسرقتها كل عام، رغم محاولته المتكررة لإصلاح ما يستطع لكن دون فائدة، وفي تصريحاته استطاع أن يتكلم بما يمكن أن يصل إلى الإعلام والمسؤولين المباشرين وتحدث أن لديه من الوثائق المهمة جدا جدا، ومنتظر الجهات المهتمة بالمحاسبة والتفتيش الجاد.
مما سبق نحن أبناء الجنوب أين لجنة التعليم العالي في الجمعية الوطنية الجنوبية أين مراكز البحوث والدراسات المدعومة من الانتقالي اين منسقية الانتقالي بجامعة عدن أين الأكاديميين الجنوبيين الذي يشغلون مناصب عليا في هئيات الانتقالي الجنوبي ابتدأ بمجلس الرئاسة ومرورا بالأمانة العامة والجمعية الوطنية وانتهاء بقيادات المحافظات، أليس هولاء يحملون هم شعبنا ويتبعون أروقة الفساد في أهم الوزارات والمؤسسات التي يتحدد مستقبل جنوبنا الحبيب من خلالها..إن لم يكن هذا الطاهري الشجاع في موقع الابتعاث ليكشف لنا هول هذا الفساد، فمن ياترى سيحمي هذا الجيل المنكوب علما أن معظم شباب الجنوب يدرسون على حسابهم الخاص، وكاتب هذا المقال أحد ضحايا الفساد في جامعة عدن، فحين واصله دراسته الماجستير والدكتوراه على حسابه الخاص وباع وارهت كل شيء يملكه، رغم أنه تخرج قبل سنوات وما زال يسدد تلك الديون وفي وطنه الجريح أمثال الكثير والكثير ، وهناك من المبدعين الموهوبين من أبناء الجنوب من فقد علقه وجن جنونه وأخر انتحر حين لم يجد مقعدا لدرجة البكلاريوس في جامعة عدن.
ياترى متى سنرى النور ..متى سنصحوا من السبات العميق والصمت المرير..
كنت اتمنى أن أسمع هذه التصريحات من أبناء الجنوب الموظفين في الوزارة وهم ليس بقليل ومعظم يدعي الثورة والنضال ومحسوبين منا.
طوبى لك أيتها الطاهري اليمني، وسلمت من الشر ياسالم، رغم أني أدرك أن اللوبي واخطبوط الفساد بعد تصريحك هذا سيكون غاضبا، وغاضبا جدا ..أن لم يقف معك المخلصون من أبناء هذا الشعب الصبور..
في هذا المقام أدعو الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، أن يتكئ على الرجال المخلصين وألا يقف حيث هو الآن.
فإن الانتظار متعب والقادم ألعن وأجهل أن لم تحسم الأمور ..