لم يأتي هذا اليوم بالصدفة أو بمجرد جرة قلم، بل كان نتاجا لنضالات شعب قدم في سبيل الوصول الى ذلك اليوم من دمه ومن ارواح ابنائه على مدى ثلاثة عقود من النضال، في سبيل الانعتاق من أعتى تخلف واستبداد همجي مارسته قوى ظلامية متخلفة، تحتكم إلى مشائخ قبليين ومدّعوا مشيخة دينية كذابة، تجمعوا عشية 22 مايو 1990م الأسود، من أجل الانقضاض على مكاسب ومقومات الأرض الجنوبية، وتهميش شعبها وقتلهم والتنكيل بهم.
جاء يوم 11 من مايو تتويجا لدعوة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن آنذاك، عندما أعلن في مؤتمر صحفي يوم ال10 من سبتمبر 2013م عن تشكيل كيان جنوبي يوحد كل القوى الجنوبية الفاعلة والعاملة بالساحة، داعيا كافة القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية إلى العمل على إنشاء الكيان السياسي الجنوبي القوي ليوازي القوى السياسية المتسلطة على رقاب شعب الجنوب في شمال اليمن، التي كانت تفرخ الكيانات بغية القضاء على القضية الجنوبية، من خلال تبنيها مجموعات خاضعة وتابعة لنظام صنعاء، بل مملوكة لذلك النظام الذي حكم الجنوب بالقبضة الحديدية والنارية، وكان ولازال يتم توجيهها من قبل ازلامه حتى الآن.
فتم انشاء المجلس الإنتقالي كممثلل لتطلعات شعب الجنوب وممثلا له في أي استحقاقات سياسية.
احتشدت الجماهير الجنوبية في العاصمة عدن عشية يوم الرابع من مايو 2017م، رفضا لقرارات عزل واقالة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي من منصب محافظ العاصمة عدن، الذي ولّد يومها سخطا شعبيا جنوبيا عارما، وأفضى ذلك التجمع الشعبي والجماهيري الحاشد والكبير إلى إعلان عدن التاريخي، الذي فوض بموجبه الشعب الجنوبي اللواء الزُبيدي بإنشاء مجلس وكيان سياسي جنوبي، لتبني تطلعات الجنوبيين في حقعم باستعادة دولتهم ولرسم معالم مستقبلها.
وقد صدر بيانا تاريخيا وتفصيليا يتبنى تحقيق مادعا له الشعب الجنوبي العربي، حتى الوصول لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على تراب الجنوب بحدود العام 1990م.