شهد معسكر الشرعية اليمنية عودة للتوتر السياسي والعسكري نتيجة ما قالت مصادر مطلعة إنه استئناف لنشاط التيار الإخواني المدعوم من قطر بغاية تأجيج الخلافات واستثمار حالة الارتباك والتباطؤ في تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض التي تعثرت نتيجة التباينات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
ووفقا لمصادر يمنية مطلعة، استأنف التيار الإخواني في الشرعية اليمنية الممول من الدوحة نشاطه في عدد من المحافظات المحررة، في اتجاه تأزيم المشهد والتشكيك في دور التحالف العربي واستهداف عدد من المكونات السياسية المناهضة للحوثي.
ويسعى هذا التيار بحسب مراقبين لتوسيع دائرة التوتر السياسي والإعلامي والعسكري في حضرموت والمهرة وسقطرى، إلى جانب تنظيمه لأنشطة في عدن وتعز ومأرب تستهدف إرباك معسكر الشرعية واستحضار نقاط الخلاف بين المكونات والقوى السياسية المناهضة للحوثي.
واتهم ناشطون يمنيون وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان (إخوان) بالعمل على تأزيم المشهد اليمني في المناطق المحررة عبر استغلال منصبه لفرض تعيينات غير توافقيه لا تحظى بموافقة المكونات المشاركة في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.
وقالت المصادر إن حيدان يتلقى تعليماته من وزير الداخلية السابق المقيم في مسقط أحمد الميسري الذي يقود بدوره نشاطا يعمل على تقويض الشرعية من داخلها، عبر تمكين شخصيات غير توافقيه في محافظات جنوبية شديدة الحساسية وهو الأمر الذي تسبب في حالة توتر في تلك المحافظات التي رفضت قيادات سياسية وأمنية فيها تنفيذ قرارات وزير الداخلية الحالي.
وفي هذا السياق، قال يعقوب السفياني مدير “مركز ساوث 24 للأخبار والدراسات” في عدن، أن وحدات من أمن أبين واللواء الخامس دعم وإسناد دخلت الجمعة معسكر القوات الخاصة في مدينة زنجبار بمحافظة أبين بعد إطلاق نار من قبل جنود موالين للضابط عوض الفضلي المعين رئيساً لأركان القوات الخاصة في أبين من قبل وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان في 2 فبراير الجاري.
وأشار السفياني إلى أن قرار حيدان بتعيين الفضلي لاقى رفضا واسعا من قبل مدير أمن أبين العميد علي الكازمي الذي يتواجد حالياً خارج المحافظة، وكذلك القوات الجنوبية، ما تسبب في توتر الوضع وتبادل طفيف للنار قبل تدخل وساطة محلية قادها سليمان الزامكي، وهو أحد القادة العسكريين من أبين. وتم بموجب الوساطة إخراج الجنود الموالين لحيدان من زنجبار ونقلهم إلى مدينة شقرة.
ولفت السفياني في تصريح لـ”العرب” إلى أن قرارات مماثلة لوزير الداخلية المقرب من الإصلاح سبق وأثارت توترات في محافظات أخرى في الجنوب مثل المهرة وحضرموت، كما أن موقفه المتلكئ تجاه التمرد الذي حدث ضد السلطة المحلية في شبوة العام الماضي قاد إلى معارك عنيفة تسببت بوقوع خسائر في الأرواح.
وبالتوازي مع حالة التحريض الإعلامي التي يقودها التيار الإخواني اليمني المدعوم من الدوحة، نظم هذا التيار في الآونة الأخيرة عددا من الفعاليات السياسية المناهضة للتحالف العربي والمكونات اليمنية الأخرى المنخرطة في مواجهة المشروع الحوثي مثل المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات العميد طارق صالح، عبر استحضار الخطاب التحريضي الذي سبق تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.