الخميس , 26 ديسمبر 2024
الرأي السقطري_خاص:
كتب/ قائد منصور
قدم شبابنا الجنوبي المنضوين في القوات المسلحة الجنوبية وعلى مدى ثمان سنوات من الحرب ضد الاذرع الايرانية الحوثية ومشروعها الفارسي الضلامي الكهنوتي ، أسمى آيات التضحية والفداء والبطولات الفذة واختطوا باروحهم الطاهرة ودمائهم الزكية واعمالهم البطولية ، في كافة الجبهات والمعارك ، انتصارات متواصلة مثلت البداية العملية لهزيمة المشروع الايراني في المنطقة..
ما من شك ان تضحيات ومآثر وانتصارات المقاتل الجنوبي، اكبر بكثير من ان يقلل من شأنها او يسرقها او يجيرها الاخرون لصالحهم.. كما لايمكن ان يشوهها المرجفون ومنابر الدعاية السوداء وحملات الدجل والتضليل.. كما لايمكن طيها في بحر النسيان ..فالارواح الطاهرة والدماء الزكية التي صنعتها ستخلدها في تاريخ الوطن وفي ذاكرة الأجيال .
تفرد المقاتل الجنوبي دون غيرة، بامتهان صناعة الانتصارات وقدراته غير المحدود على دفع ثمنها الباهض بالعطاء والتضحية.. هذا التميز والتفرد، كانت الوطنية الجنوبية الحقة وتعطشهم للحرية واستعادة وطنهم وتطلعهم لبلوغ المستقبل المشرق والأجمل هي المحركات والحوافز الرئيسية لهذه التضحيات وهذه البطولات ..
منذ البدايات الاولى للغزوا الحوثي العفاشي للجنوب تداعت كتائب المقاتلين الأبطال طوعية إلى جبهات القتال ومواقع الشرف بأسلحتهم الشخصية وعلى نفقة اهلهم وشعبهم الجنوبي الذي شكل جبهة واحدة وموحدة ومتماسكة عناصرها ومكوناتها الوطنية في وجه العدو ، دفاعاً عن وطنهم الجنوبي ومشروعهم الوطني التحرري.
زادهم وقوتهم وذخريتهم الحقيقية في الحرب يستمدونها من ولائهم ووفائهم لوطنهم وشعبهم.. لحاضرهم ومستقبلهم .
طالت الحرب وتوسعت وتعددت جبهات المواجهة السلمية والعسكرية واسلحتها ووسائلها لتصل اثارها التدميرية الى كل بيت وكل اسرة، وتعرض الشعب الجنوبي للحصار والتامر والإنهاك والافقار والعقاب المتواصل بجريرة ما صنعة من انتصارات.. ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان الحرب ضد الجنوب بعد استكمال تحريره قد اتسع نطاقها وتضاعفت ادواتها واسلحتها الخشنة والناعمة عشرات المرات لتطال كل البنى التحتية والخدمية والاجتماعية والمؤسسية دون استثناء، وصولا الى الاستهداف المخطط والمنهاجي المباشر للمقاتلين في الجبهات وقطع الامدادات اللوجستية عنهم منذ وقت مبكر، وصولا الى قطع المعونة الشهرية ( المرتبات) كما نسميها التي تقدم من التحالف العربي تساعدهم وأسرهم على الاستقرار المعيشي وتعوض انقطاعهم عن ممارسة العمل لكسب الرزق وهم في الخنادق.
هذه القوة الاجتماعية الوطنية التي نطلق عليها المقاومة والجيش الجنوبي تتعرض اليوم لطعنات الغدر والخذلان التي يردها البعض لهم اليوم تمناً لتضحياتهم وانتصاراتهم وانجازاتهم الميدانية، وجزاء وفائهم الذي كان ولايزال سمتهم الوطنية الرئيسية ومبدئهم القومي.. اجل انهم يتعرضون للخيانة ومن مصادر ومكامن قد لا يعرفونها ولا يدركوا أسبابها ودوافعها الحقيقية .
من حقنا ان نتسائل ونعرف من الذي يعاقب هؤلاء المقاتلين ولماذا؟ .. وهم الذين نسجوا بدمائهم راية الوفاء وقدم الكثير منهم حياتهم وصحتهم عربوناً لهذا الوفاء بأبعاده القومية والوطنية.
منذ اشهر عدة قطعت عن هؤلاء الابطال الاشاوس كل قنوات الدعم ومصادر لقمة العيش لذويهم على أمل، ان ينجح الفاعلون في كسر إرادتهم وصمودهم ودفعهم إلى حافة اليأس والهزيمة المعنوية والنفسية ومغادرة مواقع الشرف ، لكن أبوا إلا أن يظلوا اوفياء لشرفهم العسكري ولوطنهم وشعبهم ولحلفائهم، لازالوا صامدين كما عهدهم شعبنا حيث يجب أن يكونوا في مثل هذه الظروف في مواجهة الأخطار والتحديات والتامرات المحيقة بوطنهم ومشروعهم التحرري النهضوي .. عقيدتهم راسخة بأن ما يروج له اليوم في المنابر السياسية والاعلامية الختلفة، عن السلام والأمن والاستقرار والحرية التي قاتلوا في سبيلها، ليس أكثر من مجرد بالونات اعلامية وشعارات لمناورات سياسية خارج الدائرة والخيارات الوطنية، لا وجود حقيقي لها على الأرض أو خارج دائرة الإعلام والدعايا والتجارة السياسية .. اما السلام الحقيقي المنشود المتكامل الذي تنتهي فيه معاناة الشعب وتموت فيه أسباب الحروب وجذوات الصراعات والفتن لازال بالنسبة لهؤلاء المقاتلين ولكل شرفاء الوطن بعيد المنال.. حتى وإن توصلنا الى هذا السلام المبني على معطيات الارض وارادة الشعب الجنوبي لابد له من قوة تحميه وتسنده وتعزز من وجوده بشكل دائم وراسخ.
ما احوجنا اليوم إلى العمل الوطني الجماعي لكسر حلقات الحصار والتجويع المفروضة على القوات المسلحة الجنوبية والخروج من المنطقة الرمادية وكسر دائرة الصمت التي فرضت على هؤلاء المقاتلين بهدف إطالة معاناتهم أو إجبارهم التخلي عن قيمهم واهدافهم النبيلة ..
هؤلاء المقاتلين ليسو غرباء ولم يأتوا من كوكب اخر .. انهم طليعة قتالية نذرت نفسها لوطنها وشعبها.. انهم ابناء هذه الأرض.. وهم أبناءنا واخواننا وفلذات أكبادنا واباء ورعاه أسر من خلفهم..وهم أجدر من نبادلهم الوفاء بالوفاء ونقف إلى جانبهم في السراء والضراء.
القيادة العسكرية والسياسية اولا في الانتقالي، ومن ثمة في السلطة الشرعية والتحالف، ملزمة وتتحمل مسؤولية وطنية واخلاقية باعادة النظر في حساباتهم السياسية الانية التي يجعل من مرتبات الجند ولقمة عيشهم وسيلة للمساومة او الابتزاز ولي الذراع.
على قيادة المجلس الانتقالي ومختلف التيارات الثورية التحررية الجنوبية الوقوف امام هذه القضية الحيوية والبحث عن قنوات ومصادر لتمويل هؤلاء المقاتلين بمقومات صمودهم المادية والمعنوية في الجبهات وتوفير مرتباتهم.. والحرص كل الحرص على عدم إخضاع حقوق ومرتبات هؤلاء الجند للمساومات اوالمتاجرة والمراباة السياسية مقابل تضحياتهم السابقة واللاحقة أو مقابل المبادئ والأهداف التحررية التي اختطوها وقاتلوا في سيبل انتصارها منذ العام 94حتى اليوم .. وعلى هذه القيادة العسكرية والسياسية أن تبلغ الآخرين باستحالة مثل هكذا مراباة وعليها أن تصارح الشعب ليشارك بوسائله وأدواته في إيجاد الحلول لقضية المرتبات من موارد وثروات هذا الوطن.. وعليهم أن يدركوا أن الشعب الجنوبي لايقبل تحت اي ظرف من الظروف أن يجوع او يموت هؤلاء الشرفاء.. كما لايقبل ان يتسيد المشهد الجنوبي لصوص الثورات والثروات ايا كانت هويتهم او انتمائهم.. ان اكبر هزيمة قد يصاب بها هؤلاء الجند الابطال لا يتوقعوها من العدوا الذي يعرفونه والظاهر امامهم في الخندق ..ولكنها قد تاتي من الاخ اوالصديق او الحليف ، حين تنتهي وتتحول تضحياتهم وانجازاتهم وانتصاراتهم إلى أرصدة سياسية او بنكوية لإعداء الوطن الجنوبي وحريته ودولته المنشودة.
ديسمبر 10, 2024
ديسمبر 9, 2024
ديسمبر 5, 2024
نوفمبر 27, 2024