الخميس , 26 ديسمبر 2024
_الرأي السقطري_العرب اللندنية:
كشفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة الاثنين عن وعد تقدم به وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بشأن إنهاء الأزمة في اليمن.
يأتي ذلك في خضم انفراجة في العلاقات الإيرانية – السعودية على ضوء اتفاق بين البلدين يقضي باستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ نحو ثماني سنوات.
وقالت البعثة الإيرانية في تغريدة عبر حسابها على تويتر إن أمير عبداللهيان “وعد الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) باستضافة مباحثات من شأنها وضع نهاية للأزمة في اليمن”.
وأوضحت البعثة أن وزير الخارجية الإيراني تقدم بالوعد المذكور إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خلال زيارة أجراها في وقت سابق إلى جنيف.
وأعلنت السعودية وإيران الجمعة عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
ويأتي الاتفاق السعودي – الإيراني في خضم مفاوضات تجري بوساطة عمانية بين الحوثيين والسعودية، للتوصل إلى وقف مطول لإطلاق النار في اليمن. وتريد المملكة بالواضح تحقيق قدر من الاستقرار في البلد المجاور وتفادي جولات قتال جديدة، ستكون لها تأثيرات سلبية على خططها ومشاريعها ضمن رؤية 2030.
ويعتقد مراقبون أن المحادثات التي احتضنتها بكين بين السعودية وإيران، والتي تم بموجبها التوصل إلى توافق لتطبيع دبلوماسي، تطرقت بالتأكيد إلى القضية اليمنية التي تشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى المملكة.
ويرى المراقبون أن فترة الشهرين التي تم تحديدها لعودة العلاقات تبدو مهلة سعودية لإيران لإظهار نوايا جدية حيال المصالحة، ولاسيما في علاقة بالضغط على الحوثيين من أجل تقديم تنازلات.
وتتخذ إيران من الصراع اليمني ورقة ضغط لابتزاز السعودية والضغط عليها، ويرى محللون سعوديون أن الملف اليمني سيكون محددا رئيسيا لمدى إرادة طهران في المضي قدما نحو تطبيع حقيقي مع الرياض.
وفي وقت سابق الاثنين أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إلى أن الوضع في اليمن “على قائمة أولويات” طهران.
وجاءت تصريحات كنعاني في سياق إشادته بالدبلوماسية التي نتج عنها التوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الثنائية بين بلاده والسعودية.
وأضاف أن الاتفاق مع السعودية ستكون له تأثيرات “إقليمية إيجابية أخرى”، بما في ذلك العلاقات بين إيران والدول الأخرى.
وتطرق كنعاني إلى احتمال أن يؤدي الاتفاق مع السعودية إلى “تحسين العلاقات بين إيران والبحرين”.
وأضاف أن الدبلوماسية “نتائجها جيدة”، مشيرا إلى أن الاتفاق بين إيران والسعودية “أثبت كفاءة الحلول الدبلوماسية لأي سوء تفاهم”.
وتابع “إيران والسعودية اتفقتا على عقد جولة جديدة من المفاوضات على مستوى أعلى من المحادثات السابقة، التي أسفرت عن اتفاق تقارب في بكين”.
وفي هذا السياق أعلن كنعاني عن وجود ترتيبات جارية لعقد اجتماع بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
ويأمل اليمنيون في أن تكون إيران جادة في التزامها بوضع حد للصراع في بلادهم، وأعرب عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عبدالله العليمي عن أمله في أن يكون اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات بينهما “دافعا لوقف الحرب والوصول إلى سلام شامل” في بلاده.
وأكد العليمي على “ثقة مجلس القيادة الرئاسي والشعب اليمني بمواقف السعودية التي لن تكون إلا في صالح اليمن وشعبه الكريم في مختلف المراحل”.
ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية العام 2014، وازدادت حدة النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وتقوم الأمم المتحدة بوساطة بين الحوثيين والسعودية، بدعم إقليمي لاسيما من سلطنة عمان لفرض وقف إطلاق نار دائم يمهد لحوار يمني – يمني ينهي الصراع، ويرى متابعون أن الاتفاق السعودي – الإيراني على إعادة العلاقات من شأنه أن يشكل حافزا قويا لإنجاح المفاوضات الجارية، بالنظر إلى سيطرة طهران على سلطة القرار لدى جماعة الحوثي.
ديسمبر 25, 2024
ديسمبر 22, 2024
ديسمبر 17, 2024
ديسمبر 13, 2024