المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء (شمال) ثم محافظات أخرى، وتدخل تحالف عسكري عربي بقيادة الجارة السعودية في مارس من العام التالي لدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية ضمن حرب متواصلة منذ نحو 9 سنوات وتشهد تهدئة منذ فترة.
وأوضح التحالف أن “معالجة تلك الأخطاء لن تكون إلا بفتح حوار وطني شامل يؤسس لمصالحة وطنية وعدالة انتقالية شفافة تنتهي بإعادة صياغة شكل دولة الوحدة ونظامها السياسي، بما يحفظ الهوية ويحقق الشراكة الوطنية”.
ونافيا أن تكون الوحدة هي سبب ما حل باليمن وشعبه من أزمات، قال التحالف إن “انقلاب جماعة الحوثي كان سببا رئيسيا في ما وصل إليه حال البلاد كونه فتح الباب على مصراعيه لظهور بعض النزعات السلالية والطائفية والمناطقية المهددة لوحدة الوطن وكيان الدولة ونظامها الجمهوري ونسيجها الاجتماعي الواحد”.
ودخل جنوب اليمن وشماله في 22 مايو 1990 في تجربة وحدة كانت منذ البداية مثار شكوك في صمودها، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم حينها وشكاوى قوى جنوبية من “تهميش وإقصاء” سياسي واقتصادي أدت إلى عودة الدعوات إلى إنهاء هذه التجربة. وقبل أيام، وقَّع ممثلو مكونات سياسية جنوبية يقودهم المجلس الانتقالي الذي تشكل في العام 2017 “ميثاقا وطنيا” يمهد لعودة دولة الجنوب.
ورسم هذا الميثاق معالم الدولة الجنوبية المقبلة التي ستكون قائمة على نظام فدرالي أساسه المدنيّة والديمقراطية والسيادة الوطنية غير المنقوصة. وعلى أن يقوم بناء الدولة الجنوبية المنشودة على “الإرادة الشعبية والمواطنة المتساوية واحترام القانون وضمان حق الأقاليم في الإدارة المحلية كاملة الصلاحيات” بدون أي هيمنة مركزية بشرط الحفاظ “على الوحدة الوطنية في نطاق الدولة الاتحادية ودستورها”.
وأكد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الأحد على أنهم ماضون في مسار استعادة الدولة، مشددا في كلمة له بمناسبة افتتاح الدورة السادسة للجمعية الوطنية المنعقدة في مدينة المكلا عاصمة حضرموت جنوب شرق اليمن على أن “المجلس حريص على تطبيق وتنفيذ نتائج اللقاء التشاوري، وفي مقدمتها أسس ومبادئ الميثاق الوطني الذي كان ثمرةً من ثمار الحوار الجنوبي المستمر، كمنهج ومبدأ، انطلاقًا من إيماننا المطلق بأن الجنوب لكل أبنائه ولن يُبنى إلا بكل أبنائه”.
وقال “إذ نؤكد على دعمنا الكامل لكافة المساعي الضامنة لإحلال السلام العادل والمستدام في بلادنا والمنطقة، فإننا نذكِّر في الوقت ذاته بأنَّ تلك الجهود ستظل مجرد محاولات قاصرة، ما لم تضع أولوية لمعالجة القضايا المحورية، وفي طليعة ذلك معالجة قضية شعب الجنوب، بما يجسد جذورها ويلبي تطلعات شعبنا وحقه في استعادة دولته على كامل حدودها المعترف بها دوليًا حتى 21 مايو 1990”.
وأضاف الزبيدي الذي لقيت زيارته إلى حضرموت احتفاء شعبيا لافتا “نؤكد بأن شعبنا هو سيد أرضه ومالك قراره، ولن يُسمح أبدًا بتمرير أي تسويات منقوصة لا تلبي تطلعاته ولا تعبِّر عن إرادته، وهذا دورنا الذي لن نتوانى عن القيام به في كل الظروف”.
ويشهد اليمن تحركات إقليمية ودولية حثيثة لإنهاء الصراع المستمر، مستفيدة في ذلك من التحول الطارئ على صعيد العلاقة بين السعودية وإيران، لكن متابعين يرون أن هذه التحركات لا يمكن أن تحقق أهدافها ما لم يجر حوار صريح ويتطرق إلى جميع الملفات الإشكالية وفي مقدمتها القضية الجنوبية.