هي تلك الصامدة بقوة، منذ وقت مبكر للثورة الجنوبية ، استماتة ضد ثقافة التركيع ، ونهجت ثقافة الرفض والممانعة بمقاومة فولاذية لا تلين منذ البداية ، قدمت التضحيات سلماً وكفاحاً بجانب أخواتها في الجنوب الحبيب ، والسير بثبات للمضي قدماً صوب هدف التحرير الذي ينشده شعبٍ يأبى الإذلال والانكسار رغم صلافة الإحتلال.. ونحن نعيش اليوم ، العام الثامن في ذكرى الإنتصار بتحرير أول المحافظات الجنوبية “الضالع” الأبية الباسلة ، التي قدمت جسام التضحيات واطلقت شرارة النصر الاولى بمقاومة جنوبية، وصمود إسطورياً أذهل الأصدقاء، وتقهقر بقوتها الأعداء، وعزز روح الفداء، لدى المحافظات الجنوبية الأخرى ، فتحول الكل إلى قنابل انشطارية في وجه العدى لا يبالوا الموت في سبيل الجنوب ضد الغزاة الجدد مشبعين بروح الانتماء …
هي الضالع الأسطورة، العمق الفدائي للجنوب منها يستمد الثائرون روح التضحية، وإليها تهفو الأنفس وفي حضرتها تتوقف التحديات ، وتتحطم تحت صخرتها المؤامرات ، وانهيار المحتل بهزيمة العار وجثث مليشاته تجرفها الشيولات ..
الضالع بملحمة تاريخية، استبسلت، وبتقديم قوافل من الشهداء حررت ، ليتمدد نصرها وتساند أخواتها وتحمل بندقيتها الجنوبية بكل مكان جنباً إلى جنب مع كل محافظات الجنوب الحبيب مقدمةً كتائب من الفدائيين الإستشهاديين الذين وقفوا بصلابة في مواجهة العدوان الحوثي عفاشي بكل بقاع الجنوب ، استمرت وواصلت ولا زالت عام بعد عام وذكرى تعقبها ذكرى وضالع الجنوب تتأهب مستنفرة أمام أي أحداث سياسية وعسكرية وإدارية وتواجه الأعداء بثالوث التحدي من اي مخاطر ضد الجنوب وقضيته متماسكة وبتلاحم كبيرة مع محافظات الجنوب الحبيب ..
رحم الله شهداء المقاومة من أبناء الجنوب الذين رسموا بدمائهم الطاهرة صورة فدائية على تربة الأرض الجنوبية التي تتجدد الذكرى بالانتصارات على أمل الاحتفى بالانتصار الأكبر ورفع راية الوطن الجنوبي وأعلن الدولة وتحقيق هدف شهداء الجنوب وتطلعات الشعب بعد سنين من القهر والظلم والاحتلال …
انها ذكرى لعام ثامن من إعلان أول إنتصار جنوبي لمحافظة جنوبية طالما قدمت التضحيات وكسرت شوكة الإحتلال ورغم ذلك تكالبت عليها بقايا المحتل المشردون في أصقاع الأرض الذي تلقوا درسا لا ينسى في فنون التضحية والاستبسال ، والذى تجد الضالع وكل الجنوب في مرمى الاستهداف لردة فعل هزيمة قاسية ، وتاريخ يسجل أن يوماً سحقت الزيدية بمنظومتها الإحتلالية المتعاظمة أمام صلابة وفدائية أبناء الجنوب على بوابة النصر الجنوبي أنها ” ضالع” الفداء ياسادة …