الرأي السقطري :متابعات اعتاد أولياء أمور أطفال طيف التوحد (أحد شرائح ذوي الاحتياجات الخاصة) على إيصالهم بشكل شبه يومي إلى مركز الصحن لأطفال التوحد بمدينة جعار في محافظة أبين، جنوب اليمن.
ويأتي الأطفال في المركز من أجل الحصول على خدمات تأهيلية من تعليم واكتساب مهارات وسلوكيات خاصة، قبل أن يعود الأهالي لأخذ أبنائهم وإعادتهم للمنزل.
وتعد محافظة أبين كغيرها من المحافظات التي عانت وما زالت تعاني من ويلات الحرب والصراعات التي معها زادت معاناة المواطنين وفاقمت من ظروفهم المعيشية والاقتصادية وتدهور الخدمات الصحية والأساسية. هذه المعاناة عكست بدورها على شريحة أطفال التوحد وأسرهم التي تواجه صعوبة في تأمين لهم خدمات مناسبة تساعدهم على الخروج من حالتهم وإدماجهم في المجتمع بشكل طبيعي.
بذرة أمل
تزايد حالات الإصابة بالتوحد، دفع نحو إنشاء مركز الحصن لأطفال التوحد، كحاجة ملحة في ظل إمكانيات شحيحة للمركز الذي يعد الوحيد في المحافظة.
رئيس مركز الحصن لأطفال التوحد مفيد صالح هيثم قال في حديثه لـ”نيوزيمن”: إن مركز الحصن لأطفال التوحد تأسس عام 2019 م، وهو مركز متخصص في تقديم خدمات تأهيلية لهذه الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة. تم تأسس المركز في منطقة الحصن ونتيجة تزايد الأطفال طيف التوحد وكثافتهم خاصة في إطار مديريات: زنجبار وخنفر والمناطق المحيط بها.
وأضاف: يقوم المركز بتدريب وتعليم ما يزيد عن (40) طفلا من أطفال التوحد والذين يحتاجون إلى تعديل السلوك والنطق وعلاج طفرة الحركة وغيرها من الخدمات البسيطة التي يتم تقديمها للأطفال في المركز. لافتا إلى أن هناك أطفالا كثيرين في مناطق بعيدة من المركز لا يستطيعون الحضور بسبب انعدام المواصلات، وهذا يشكل عبئا على أسرهم.
وأشار رئيس المركز إلى أنه يتم تعليم وتدريب الأطفال وفق خطة وبرامج تعليمية مخطط لها ينفذها مختصون من المعلمات المؤهلات في المركز، وهناك كثير من الصعوبات التي نعاني منها في المركز في المواصلات والكادر التعليمي والمبنى الخاص بهذه الفئة التي تعاني صعوبة النطق والتعليم.
تحركات بسيطة
يحاول المركز النهوض بواقع الخدمات التي يقدمها للأطفال، ومن تلك الجهود تسلم عدد من الوسائل التعليمية والتكميلية الخاصة بأطفال التوحد مقدمة من مؤسسة شباب أبين والصندوق اليمني الإنساني.
وأثناء تسليم تلك المساعدات أشار وكيل محافظة أبين، أحمد جرفوش إلى اهتمام السلطة المحلية بأطفال التوحد باعتبارهم فئة محتاجة لأبسط مقومات الحياة، مثنيا على الجهود التي بذلت لرعاية وتعليم هذه الفئة وادماجها في المجتمع لينالوا حقوقهم أسوة بالأطفال السويين. معبرا عن شكره لمؤسسة شباب أبين على اهتمامهم بهذا المركز الذي يقدم خدمات تأهيلية وتعليمية لأطفال التوحد.
بدوره أكد المحامي مازن بالليل اليوسفي، مدير عام مديرية خنفر، أهمية المساعدات التعليمية والتكميلية التي تم تقديمها لأطفال التوحد والنهوض بواقعهم ومساعدتهم على بناء مستقبلهم. موضحا أن السلطة المحلية تقدم كل الدعم لمنظمات المجتمع المدني التي تسعى إلى خدمة المجتمع.
من جهة ثانية أشار منسق المشروع بمؤسسة شباب أبين عبدالله عقيل إلى أن هذا الدعم يأتي ضمن مشروع تقديم خدمات الطوارئ في التعليم للأطفال النازحين والمجتمعات المضيفة الضعيفة في مديرية خنفر، تمويل الصندوق اليمني الإنساني وتنفيذ مؤسسة شباب أبين.
وعبر رئيس مركز الحصن لأطفال التوحد، مفيد صالح هيثم، عن شكره لمؤسسة شباب أبين ممثلة بمديرها حمدي سالم منصور على هذا الدعم المقدم لأطفال التوحد، وطالب السلطة المحلية بالمساعدة بتوفير مبنى لأطفال التوحد أكثر ملائمة لظروفهم وكذا توفير مواصلات.