يسوق يمنيون فكرة “أن المجلس الانتقالي الجنوبي”، عرقل أو يعرقل تحرير صنعاء وفك الحصار عن مدينة تعز، وأخر ما استدلوا به تصريحات للرئيس الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي أكد على “نقطة” أن الحوثيين في اليمن (ش) أصبحوا سلطة أمر واقع وانه سيتم التعايش معهم على اعتبار انهم يمنيون لم يأتوا من المريخ.
قال يمنيون إن هذه التصريحات تؤكد صحة الاتهامات بأن المجلس الانتقالي الجنوبي، عرقل بشكل او بأخر “تحرير اليمن الشمالي”؟، ويتحالف مع الحوثيين الموالين لإيران.
ما لفت نظر في لقاء الرئيس الزبيدي مع معهد تشاتام هاوس، سؤال للمحاور “فارع المسلمي”، “كأنك تريد الحوثي يستلم اليمن الشمالي؟.
كانت الإجابة منطقية:” هو استلمه بقوة السلاح”؛ بشكل أوضح “إن الحوثيين قد سيطروا على اليمن الشمالي بالقوة ولم تعد هناك أي نية لليمنيين للمقاومة”.
هذا الحديث اثار غضب يمنيين كثر، ليشنوا جام غضبهم على المجلس الانتقالي الجنوبي وشخص “عيدروس الزبيدي”.
بل وذهب البعض إلى القول إن هذا الاعتراف تؤكد صحة الاتهامات بان المجلس الانتقالي الجنوبي قد عرقل تحرير اليمن الشمالي؟.
الإخوان كانت لديهم فكرة أو قالوا إن لديهم فكرة “لهزيمة فكرة ان يظل الحوثي يحكم اليمن الشمالي”.
حسناً ما هي الفكرة.. محاربة المجلس الانتقالي الجنوبي وهزيمته أولا، ثم التفرغ للحوثي بعد ان نقضي على المجلس الانتقالي الجنوبي.
قال سيف الحاضري – رئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم التابعة للجنرال العجوز علي محسن الأحمر المقيم في الريا ض- إن تفكيك مجلس القيادة الرئاسي، هي أولى الخطوات للقضاء على المشروع الحوثي.. حسنا يتفكك لا ضير في ذلك.
يدعو الحاضري ومثله محمد جميح، إلى شن حربا جديدة على الجنوب، وهزيمة المجلس الانتقالي الجنوبي، كبداية لهزيمة الحوثيين.
وبما ان المجلس الانتقالي الجنوبي متهم بعرقلة جهود قتال الحوثيين، فهل معقول يمتلك المجلس كل هذا النفوذ الى درجة عرقلة تحرير اليمن الشمالي من الاذرع الإيرانية، وهو الذي لم يأت إلا في منتصف العام 2017م.
الحقيقة المجلس الانتقالي لم يتدخل في الشأن والصراع اليمني، لكن تصريحات الزبيدي، هي حقيقة على الأرض :”الحوثي أصبح سلطة أمر واقع في اليمن الشمالي”؟.
وإلا هل يمكن تفسير الأسباب التي دفعت الحوثيين الى حشد عشرة ألف مقاتل صوب تعز، واستعراض بمثلهم في إب.. ماذا يعني ان يستعرض الحوثيون كل هذه القوات في مناطق كتعز وإب.
ألم يحاول الحوثي من خلال هذه الحشود، التأكيد على انه يمتلك حاضنة شعبية خارج نفوذ الهضبة الزيدية؟، بمعنى أدق :”شوافع اليمن الشمالي أصبحوا حوثيين ومع المشروع الحوثي؟.
لماذا لم تغضبكم هذه الحشود في إب وتعز، واغضبك الرجل الذي قدم تنازلات كبيرة في سبيل تحرير بلادكم من الاحتلال الإيراني وأنتم ترفضون؟.
أين هي قواتكم التي تم حشدها لإسقاط شبوة وأبين، ومحاولة الوصول إلى عدن؟.
الرئيس الزبيدي وضعكم امام حقيقية انتم تحاولون الهرب منها كثيراً، الحوثي أصبح سلطة أمر واقع في اليمن وانتم تدركون ذلك، والصراخ والعويل، لن يجدي نفعا على الاطلاق، ولن يستعيد لكم صنعاء، وفكرة انكم قد تستعينوا بالحوثي لاجتياح الجنوب مرة أخرى بدعوى انه يتحمل مسؤولية انسلاخ الجنوب منكم، “فكرة سخيفة”.
الحل هو ان تتوقفوا عن خطاب الكراهية صوب الجنوب، وتسخروا جهودكم لبلادكم وأرضكم، دون ذلك لن تجدوا بلدا يحتضنكم بعد ان تصبحوا مشردين في الأقطار بحثا عن مأوي.
بلادكم أولى بكم، والفكرة بسيطة جدا، الجيش الذي تحشدونه للجنوب، أحشدوه للحوثي.. وبس المسألة سهلة جدا.