شارك معالي اللواء سالم عبد الله السقطري وزير الزراعة والري الثروة السمكية كمتحدث رئيسي مع عدد من نظرائه وكبار المسؤولين في المائدة المستديرة التي حملت عنوان الإدارة المتكاملة لخطر الفيضانات التي عقدت ضمن أجندة الدورة الـ 43 لمؤتمر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ليومنا هذا 4 يوليو 2023، حيث تطرق إلى تجربة اليمن في إدارة مخاطر الفيضانات والأعاصير التي أزدادت خلال السنوات الأخيرة وينتج عنها خسائر فادحة في البنية التحتية للبلاد وخسائر في التنوع الحيوي البحري والبري بالإضافة الى جرف الأراضي وازهاق الأرواح، وقال لدينا عدد من الجزر المأهولة بالسكان وأكبرها هو أرخبيل سقطرى وهذه الجزر من أكثر المناطق تعرضا للفيضانات والأعاصير.
كما نوه معالي الوزير السقطري بتنامي القلق الكبير بشأن مخاطر الأوبئة واحتمالات انتشارها، مثل الكوليرا والملاريا والدفتيريا – وهي حالات شائعة الحدوث بعد مواسم الأمطار المعتادة، وأشار أيضاً إلى تزايد مخاطر التعرض للألغام الأرضية التي زرعتها الميليشيات الحوثية، وكذلك الذخائر التي لم تنفجر بعد، حيث جريان مياه الفيضانات يعمل على جرف التربة وإظهار العديد منها ونقلها من مواقعها لتشكل خطرا على حياة المواطنين، كما أكد على أن تأثير الفيضانات السلبية ضاعف من حدة المعاناة للشعب اليمني، حيث بلغ عدد ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي 17 مليون نسمه بالإضافة إلى معاناة 2.2 مليون طفل وامرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد.
واستعرض الوزير السقطري الطرق المستخدمة في اليمن لتقليل مخاطر الفيضانات ومنها التنوع في طرق حصاد مياه الأمطار كالسدود والحواجز التحويلية والعقم الترابية في الوديان ومجارى الفيضانات، والكرفان الطبيعية والخزانات والمدرجات الجبلية. كما أن الوزارة انشأت غرفة عمليات خلال مواسم الأمطار وحدوث الفيضانات وهناك تنسيق مع الوزارات والهيئات المحلية في المحافظات والجهات ذات العلاقة، وللحصول على المعلومة المباشرة عن الفيضانات تستخدم الهواتف النقالة، واستخدام وسائل الرصد بالأقمار الصناعية، حيث يتم ابلاغ السكان بتجنب ارتياد الوديان ومجاري الفيضانات باستخدام الإعلانات التحذيرية في القنوات الفضائية والراديو.
كما أشار معاليه إلى الصعوبات التي تعانيها بلادنا في سبيل التقليل من مخاطر الفيضانات منها ضعف الرصد المناخي ومحدودية وسائل الإنذار المبكر، وضعف البحوث والدراسات، ونقص الوعي بمخاطر الفيضانات، وضعف الإمكانيات المادية والبشرية.
واكد السقطري على الحاجة الى بناء القدرات المؤسسية للإنذار المبكر، وبناء قاعدة معلوماتية وإحصائية عن الفيضانات واحتمالات تكرارها، وإدارة مخاطر الكوارث الناجمة من الفيضانات، ورفع مستوى حصاد مياه الأمطار من خلال (صيانة المدرجات الجبلية، بناء السدود التحويلية، بناء خزانات المياه)، وبناء كواسر مائية في الوديان لتهدئة جريان المياه في الوديان، وتخطيط وتنفيذ برامج إدارة موارد الأراضي، وتنفيذ البحوث والدراسات للاستفادة القصوى من استخدامات مياه الفيضانات في ري المحاصيل الزراعية وتحسين إدارة المحاصيل الزراعية لزيادة الإنتاجية من وحدة المساحة، كما أكد على أهمية دعم البرامج لتفعيل دور المرأة في التكيف مع الفيضانات.
حضر فعالية المائدة المستديرة، سعادة السفيرة اسمهان عبدالحميد الطوقي سفيرة بلادنا في إيطاليا ومندوبة بلادنا الدائمة لدى المنظمات العاملة في روما، والدكتور خضر بلم عطروش رئيس السكرتارية الفنية للأمن الغذائي، وهاني الذبحاني مختص منظمة الفاو في مندوبية بلادنا في روما.