يصطنعون عجزهم عن إيجاد الحلول لمشكلات الجنوب العميقة والشاملة؛ ويبدعون وبمكر في خلق مشكلات جديدة لأهله كل يوم؛ أملاً بخنقه وتركيعه وإذلاله وتمزيق صفوفه كما يتوهمون؛ ولذلك ينبغي الحذر الشديد واليقظة الدائمة إزاء كل ذلك؛ فمن لا يعترفون بحق الجنوب في إستعادة دولته الوطنية الجنوبية علناً؛ تسقط عنهم كل الحجج والمبررات؛ ولن يقفوا مع الجنوب كما يعتقد البعض مع الأسف وسيغدرون به في اللحظة المناسبة لهم.
ولا نبالغ هنا في طرحنا هذا ولا نتجاوز ما يثبته الواقع عمليا وتشهد عليه المعطيات؛ فقد أثبتت الفترة الماضية منذ توقيع إتفاق الرياض؛ وما تلته من أحداث وتطورات أكدت على عدم الإلتزام ببنود هذا الإتفاق وتحديداً الشق العسكري منه؛ ووصولاً إلى مشاورات الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي؛ وما أنتجته من مخرجات وترافق مع إختتامها إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي؛ وهو الذي صمم كما يبدو ليكون عاجزاً حتى على قيادة نفسه؛ من خلال تركيبته العجيبة والغريبة والمتناقضة؛ وبالتالي عجزه المؤكد عن قيادة ما أنيطت به من مهمات معلنة؛ وربما كان ذلك مقصوداً من قبل من تولى القيام بهذه ( الطبخة ) السياسية السيئة؛ ليكون ذلك مبرراً جديداً لمزيد من التدخل وتعقيد الأوضاع في اليمن وتحديداً في الجنوب؛ بعد أن فتح طريق المصالحة مع صنعاء ( الإنقلابية ) .
ولهذه الأسباب وغيرها فإن الجنوب اليوم يقف أمام تحديات حقيقية وخطيرة؛ يضع بعضها وأكثرها خطراً البعض من ( الحلفاء ) على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ وهو ما يتطلب من القيادات الوطنية الجنوبية وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ التوقف أمام حصيلة الفترة الماضية وتقييمها بصورة جدية وبروح وطنية خالصة؛ وأن تعيد حساباتها وتموضعها وحسب مقتضيات الظروف القائمة ومؤشراتها المتعددة؛ وأن يعطى مركز الثقل في كل جهودها ونشاطها لتعزيز وتماسك جبهة الجنوب الداخلية؛ وتقديم التنازلات المطلوبة والضرورية من قبل الجميع للجميع؛ بعيداً عن حسابات الربح والخسارة؛ لأن الأمر يتعلق بمصير وطن ومستقبل شعب؛ ويتجاوز كل ذلك حدود المصالح الضيقة والحسابات الآنية والمصالح الخاصة؛ وهنا فقط تتجسد المواقف الوطنية المخلصة والصادقة؛ وما عدا ذلك سيبقى مجرد شعارات وخطب للمزايدات الوطنية الضارة والخطيرة على الجنوب وقضيته ومستقبل أجياله القادمة