مأزق المشروع الخميني والإخواني الذي يسمونه “المشروع الإسلامي” كبير حين يقوم على العودة للماضي والغرق فيه وفي صراعاته وفي ذات الوقت يريد امتلاك الحق في استخدام أدوات ووسائل العصر الحديث لخدمة الماضي وليس المستقبل.
مأزق وجودي مثير للتأمل والسخرية معاً.
ذلك ان المنطق يقول إن الكفاح من أجل إحياء الماضي يستلزم القطيعة من نتاج الحضارة الحديثة ومع الحداثة برمتها باعتبارها نقيضاً للماضوية.
عزلة تعيشها هذه الجماعات وصراع مستدام لفرض الماضي على الحاضر وصياغة المستقبل على التاريخ المنصرم.
أزمة منع الحوثيين من تطبيقات الإعلام الحديث يوتيوب وغيره نموذج لهذا الفصام النكد.
هذه منتجات صنعها الحاضر للمضي نحو المستقبل ولم تصنع اليوم للسير العكسي إلى الخلف.
الغضب الذي يبديه الحوثيون وأمثالهم من الجماعات الماضوية على منعهم من استخدام وسائل صنعها مشروع مناقض لمشروعهم غير مبرر والتهديد بحظرها رداً على منعهم منها يثبت مأزق تفكير هذه الجماعات وعجز كل المشاريع الماضوية عن صناعة أدوات خاصة بها وكيف لها أن تصنع أدوات حديثة خاصة بها وهي قامت على الماضي الذي لا يعرف هذه الوسائل وعندما كان حاضراً في زمانه كانت له أدوات عصره؟
قدسوا الماضي كله وعودوا إلى أدواته كلها أو تصالحوا مع الحاضر للمستقبل واقطعوا الرجاء في إحياء ما مضى لأن ما مضى مات والميت يتحول إلى ذكرى وارشيف لكن الميت لا يعود.
على أن التهديد بحظر هذه التطبيقات سيعينكم على الاقتراب أكثر من الماضي وهذا هو ما تناضلون من أجله.. نصيحة لكم أن تفعلوا!