إن الحركات الثورية والوطنية مسارها مشوب بعدد من المعوقات التي قد تبطء سير وتيرتها أن لم تغير أهدافها التي رسمت. والمجلس الانتقالي الجنوبي، الكيان السياسي المناهض للاحتلال اليمني والحامل لقضية شعب الجنوب لم يكن بمنأى عن تلك الأجسام الغريبة والمتطفلة التي غزت جسده ومفاصل حركته خلسة، حتى أنه استثقل الحمل وتحمل مشاق السفر .
فمنذ مطلع عام 2017م، حين بدأ الانتقالي الجنوبي بالتأسيس والتكوين تجلت عدد من المؤسسات الموازية سواء أكانت عسكرية أم مدنية أم سياسية أم فكرية أم ثقافية، فمنها ما سطع نجمها، ومنها ما أنطفأت قبل أن تشع، وتلك المفارقة مابين السطوع والأفول ليس لضعف الرعاية أو غياب السند القانوني، أو اهمال الراعي الأول للثورة، كلا بل أنه فتح الباب بمصراعيه، لعله يجد ما يسعى إليه، لكنها خابت الظنون، لسبب رئيس ألا أنه “حاطب الليل” الذي جمع، النطحية والمتردية والموقوذة… وما أكل السبع، ومن هنا امتزجت المأساة بالملهاة، وتولد من حبل العقم جسد غريب، عطل مسارات الفكر والثقافة والحرية والإرادة والحركة والقدرة في اتخاذ القرار.
وفي الجانب الأخر مكث العدو اللدود لقضية شعبنا في الجنوب متربصا متلصصا غير بعيد يترصد هنا، ويعمل هناك ليلا ونهارا، لتعطيل مسيرة الثورة الوطنية الجنوبية، ويتسلل بهدوء وأريحية عبر تلك الثغور المفتوحة التي تركها (حاطب الليل) تنخر جسد الكيان الجنوبي وتهدد مسيرة الانتقال من الثورة إلى بناء الدولة.
وهنا على قارعة الطريق يقف رجال أحرار اتعبهم السفر الطويل ومازالوا.. في لحظات انتظار وصمت مرير.، لكنهم غير يائسين ومنتظرين قدوم “حاطب النهار” الذي لم يأت كليا بعد؟! فكل ما شع نوره هرعوا إليه وكلما اقتربوا أفل..ليس له ذنب غير أنه مكبل بحبال حاطب الليل الذي لا ينفك عنه وكأنه حبل من مسد..