عندما ينصب الحديث عن موضوع ما يتعلق بالجانب العسكري والقتالي، يكون الأمر مختلف تماما، فيما إذا كان الحديث عن جانب عام يتصل بالخدمات العامة أو بالتجاذبات السياسية التي تزخر بها الساحة المحلية، حيث يتطلب الأمر حينئذ مزيدا من الدقة والموضوعية وتزداد أهمية ذلك عندما يتصل الأمر باللواء الثاني صاعقة ذلك اللواء الذي أثبت وجوده عمليا على الأرض، محققا انتصارات يشهد لها العدو قبل الصديق منذ تأسسه قبل نحو أربع سنوات، في ظل قيادة حكيمة للعميد الركن محمد محسن مهدي (أبو بكيل)، الذي تفنن في قيادة هذا اللواء، مظهرا ضروب الشجاعة والاستبسال والبراعة الإدارية في قيادته، اعتمادا على خبرات ومهارات قتالية، اكتسبها من خلال خدمته الطويلة ولعقود عدة في المؤسسة العسكرية، تبوأ من خلالها أدوار قيادية وساهم في عمليات ميدانية، حيث ساعدت خبراته المتراكمة في قيادة رشيدة لهذا اللواء، تحققت من خلالها الأهداف القتالية المرسومة وبشكل نوعي وبأقل الكلف، ما جعل اللواء الثاني صاعقة في الصدارة، محققا مراكز متقدمة بين بقية ألوية محور الضالع على صعيد التدريب العملياتي والقتالي والتسليح والإعداد المعنوي، وبشهادة قيادة المحور ذاتها.
علئ الرغم من التدني الشديد في التمويل والإمكانات المرصودة لهذا اللواء القتالي، كحال بقية الألوية التي تحسب على المجلس الانتقالي، كإجراء عقابي اُتخذ بحق هذه القوات من طرف يرغب في صياغة خريطة سياسية وفقا لتصورات يرغبها ويدفع باتجاهها، فقد أثبت اللواء الثاني صاعقة جدارة قلَّ نظيرها، على صعيد الإصرار والاستبسال القتالي، فلم يعرف مقاتلوه التراجع والانكفاء يوما ما، مساهما بفاعلية في تأمين منطقة حجر والفاخر وإعادة السكينة والاستقرار إليها منذ تواجده عليها، ناشرا مقاتليه على طول خط النار في هذه التخوم، جنبا إلى جنبا مع بقية القوات الجنوبية الأخرى، المنتشرة على هذه الرقعة الجغرافية الملتهبة التي لم تعرف الهدوء حتى في أوقات الهدن والمناسبات الدينية.
ليس بمقدور الكلمات والجمل الموجزة من الإشارة إلى تلك البطولات التي يسطرها بواسل هذا اللواء في مواجهة الاعتداءات الحوثية المتواصلة، الرامية لترهيب السكان وتهديد أمن محافظة الضالع، فقاموا بحفر الخنادق ووضع المتارس التي ستظل شاهد حي على استبسالهم، مدفوعين في ذلك بعقيدة قتالية عالية وتحفيز قيادة رشيدة.
لقد اجترح أسود هذا اللواء ملاحم قتالية شرسة، سقط من خلالها الشهداء والجرحى في سبيل ردع المعتدي وطرده بعيدا، وعلى الرغم من بشاعة التآمر وفداحة الظروف المحدقة بالمقاتلين، إلا ان المعنويات والهمم أبت إلا إن تعانق السماء، فلم تزدهم تلك إلا إصرارا وتفانيا في سبيل قضيتهم الوطنية العادلة.
مهما يكن من الأمر يبقى الأمل معقودا على أفراد مجتمعنا بوعيهم وإدراكهم لإيلاء الأهمية لأفراد وقيادة هذا اللواء، نظير أدوارهم البطولية، في مجابهة التهديدات المختلفة آنية ومحتملة، في ضوء سياسة التنكيل التي تطالهم، وحرمانهم من الحصول علئ مرتباتهم بشكل منتظم، وإهمال جرحاهم وذوي شهدائهم من الرعاية والاهتمام.