*إن إحلال السلام في اليمن امنية لا اعتقد ان اوانها قد آن محليا واقليميا ودوليا ، فمحليا -رغم كل ازمات الحرب ومآسيها وضغطها على كل فئات المجتمع – مازالت الحلول غير واضحة المعالم في الحل فما يهم الحوثي الملف الانساني بعناوينه المتشعبة وآخر ما يشغلهم الحل السياسي الذي يريدون مناقشته وقد اخذوا كل اوراق القوة من الاطراف / الطرف الآخر وما يهم التحالف المفاوض الخروج من الحرب باي صورة ، واقليميا مازالت دول الاقليم متخاتلة ، ودوليا ما زالت القوى الدولية الكبرى لم تصل مبتغاها من الحرب خارج جغرافية الحرب ، لذا ستظل مراوحة داخلها كلما اقتربت ودنت ابتعدت ، وفي هذا السياق سيتم التخفف من احمال غير مؤثرة !!*
*قد تكون التحركات الاخيرة للسلام في اليمن جادة نوعا ما ، لكن ستكون الشرعية او اجزاء منها ابرز الاحمال التي يتم التخلص منها للدخول العملي في هذه التسوية السياسية بما يمكّن من إنجاحها*
*في هذا السياق يمكن قراءة دعوة اخوان اليمن “التجمع اليمني للاصلاح” للتحالف مع الانتقالي ، ومقاومة ال عفاش في الساحل الغربي مع وضوع موقفهم العدائي طيلة عقود من قضية استقلال شعب الجنوب ، لكنهم يملكون مرونة وذرائعية تكتيكية تستوعب مايُسمى في البلاغة العربية “مُقتضى الحال” ، فلديهم قدرة تكتيكية ان يتجرعوا التحالف والتنسيق مع اشد اعداءهم ، واستخدام اي تحالف او تنسيق لصالحهم والاستفادة من نقاط عدوهم في التحالف معه او التنسيق معه واخذها من يده لصالحهم ، هكذا استراتيجية الاخوان في التحالفات والتنسيقات*
*في هذه المسار التكتيكي اعلن اليدومي في ذكرى تأسيس التجمع اليمني للاصلاح عن توجه حزبه لتعزيز تحالفات مع الانتقالي والمقاومة في بالساحل الغربي “اتباع طارق عفاش” ، دعوة تؤكد ان الفصيلين اقوياء لا يمكن استثناؤهم في مسار الحل القادم وتوجه يستشف ان مفاوضات مسقط سوف تتخلص من احمال غير مؤثرة تشكّل عبء على اطراف التفاوض ، وتؤكد ان اخوان اليمن تاكدوا انه تم استخدامهم مطية خلال فترة الحرب وأُستغلّت شرهة قادتهم للسيطرة والسلطة والمال ، وان السيطرة على قادتهم كانت سهلة ثم ازاحتهم من المشهد حين حققوا الغرض كما حدث لهم بلدان كثيرة!!*
*فهل يستشعرون الان انه آن اوآن ازاحتهم !!؟*
*مع ان دعوة اليدومي تبرز اخوان اليمن انهم حزب يفتح ذراعيه حتى لاشد من يناصبهم ويناصبونه العداء فلا اعتقد ان دعوته ستلاقي صدى لدى “العفاشيين ” فذاكرتهم مشحونة “بمحرقة جامع النهدين” وشعارات “ارحل” التي قطعت الطريق على مشروع “التوريث العفاشي” واثارت احلام اليمنيين بتاسيس دولة المواطنة وانهم في طريق الانعتاق من السلطة العصبوية ، لكن الاخوان لم يدافعوا عن استحقاقهم لاستحكام عقدة في ذاتهم الجمعية ان الجميع “يطلب رؤوسهم” وان على مؤسسات الاخرين التي يسمونها مؤسسات دولة!! ، وهم يعلمون حقيقتها وولائها ، ان تدافع عنهم وتوصلهم للسلطة ، لكنها مؤسسات انحازت لمذهبيتها*
*اما جنوبا فالذاكرة الجنوبية الشعبية والنخبوية مشحونة منذ فتوى التكفير في 1994م حتى غزوة “خيبر” في2019 ومحاولة اعادة احتلال عدن*