تنبع الحلول لأي مشكلة دائما تبعا لطبيعة المشكلة ذاتها وأبعادها، بعد تقديم مفهوم واضح وشامل للمشكلة.
مشكلة الحرب في بلدنا افتقارها لتوصيف دقيق يبرز ملامحها وجوانبها، إذ يحاول كل طرف من أطراف الصراع توصيفها وفق مصالحه.
الحرب من وجهة نظر جنوبية هي (شمالية جنوبية)، ووفق مفهوم الشرعية هي حرب بين انقلاب وسلطة شرعية، بينما وفق المفهوم الحوثي، هي حرب يمنية سعودية، كما تذهب السعودية إلئ أبعد من ذلك تماما، فالحرب في نظرها يجب ان تكون مذهبية (بين الحوثية المحسوبة علئ الشيعة، وبين السلفية المدعومة سعوديا).
لهذا التناقض في توصيف الصراع الراهن انعكاس سلبي في طبيعة الحلول المتوخاة، تساهم بالذهاب بالمشكلة نحو اللا حل ومزيد من الفوضى، وقد لا نشهد استقرار دائم على المدى البعيد، لغياب الأرضية الصلبة التي تتكأ عليها المعالجات، وهذه الآلية هي سمة سائدة لكثير من أنظمة الحكم في البلدان النامية المفتقرة لمؤسسات صناعة القرار.