أربع سنوات كاملة مرّت على استشهاد إحدى أيقونات الجنوب الخالدة، ذلك الشهيد الحي العالق في أذهان الجنوبيين، وهو الشهيد سعيد تاجرة القميشي الذي طالته يد الغدر الإخوانية.
القميشي كان قد استشهد في الثالث من أكتوبر من عام 2019، خلال مشاركته في مسيرات خرجت للمطالبة بعودة قوات النخبة الشبوانية وطرد المليشيات الإخوانية من محافظة شبوة.
وبينما كان القميشي مشاركا في المسيرة السلمية، باغتته مليشيا حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بإطلاق النار عليه من المسافة صفر، حيث حاول أحد عناصر المليشيات المارقة سحب علم الجنوب من القميشي، لكنه تمسك له فباغته الإخواني الإرهابي بإطلاق النار عليه.
التحق القميشي لقائمة الشرف الجنوبية التي تضم أعدادا كبيرة من شهداء الجنوب الذين ضحّوا بأرواحهم فداء لوطنهم الغالي، وإصرارا على تحصينه وتأمينه من خطر الإرهاب الغاشم.
لكن القميشي له دلالة كبيرة بين الجنوبيين كونه بات يُطلق عليه شهيد العلم، وذلك لأنه ضحّى بروحه وهو متمسك بعلم وطنه، في إشارة واضحة وصريحة تعلي من شأن هوية الجنوب وتمسك الشعب بها.
الشهيد القميشي له مشوار طويل في النضال الجنوبي، بدأ بمشاركته الفاعلة في كل المليونيات والمسيرات التي نظمها الحراك الجنوبي.
وخلال الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية ضد الجنوب في 2015، كان الشهيد القميشي في الصفوف الأمامية في كل الجبهات وأصيب في جبهة مفرق الصعيد الضلعة في رأسه وفي كتفه، حتى تحسنت حالته الصحيه وتعافى.
استكمل القميشي نضاله الوطني، وقاتل في مقدمة الصفوف بعد مشاركته بإسقاط اللواء الثاني مشاة جبلي بعزان.
كان الشهيد القميشي أحد المقاتلين الشجعان وتمكن من السيطرة على منصة إطلاق الصواريخ كاتيوشا كغنيمة حرب، وأهداها إلى المقاومة الجنوبية في جبهة قرن السوداء، وكان يقصف بها مليشيا الحوثي واستمر على عهده حتى انتهاء الحرب وتحقيق النصر.
شارك القميشي في تأمين عتق بعد تحريرها من مليشيا الحوثي، وظل مناضلًا ومشاركًا في كل المسيرات والمليونيات التي خرجت تأييدًا للمجلس الانتقالي الجنوبي، وآخر مليونية شارك فيها بالمكلا دعماً وشكرا للإمارات لجهودها في دعم الجنوب باستمرار.
عاد القميشي إلى المقاومة الجنوبية أثناء الغزو الثالث للجنوب من قبل مليشيا حزب الإصلاح الإخواني وشارك فيها ووصل إلى مشارف عتق، ولم يستسلم لهم بعد سيطرتهم على شبوة، رتب صفوف الشباب بقرن السوداء وظل مشاركاً وصامداً وجاءت دعوة لمسيرة سلمية في عزان للمطالبة بعوده النخبة الشبوانية، وترك السلاح ليتظاهر سلمياً، وهو اليوم الذي استشهد فيه ليكون أيقونة جنوبية حية.