الجمعة , 10 يناير 2025
_الرأي السقطري-متابعات:
سيذكر التاريخ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان سياسياً فاسدأ بنى مسيرة سياسية حافلة على ركائز العداوة، وعلى جدران الإجرام التي رفعها بين الإسرائيليين من اليمين واليسار، وبين اليهود والعرب، المسلمين والمسيحيين، المتديّنين والعلمانيين، اليهود العاديين ونشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام.
وسوف تنسب إليه كتب التاريخ أيضاً الفضل في تحقيق إنجاز فريد من نوعه، في توحيد شعوب العالمَين العربي والاسلامي ضد الكيان الإسرائيلي، وإنجاز عربي في المحافل الدولية حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار عربي يدعو لهدنة إنسانية فورية لوقف الأعمال العدائية في قطاع غزة وستحفر في أذهان العالم أن فلسطين هزمت نتنياهو وصمود أهالي غزة حطم أحلام الإسرائيلين .
في اليوم الـ 21 من الحرب على قطاع غزة كثف جيش الاحتلال قصفه لمناطق عدة في القطاع وشن سلسلة من الغارات هي “الأعنف” على الإطلاق منذ بدء الحرب. كما أعلن توسيع عملياته البرية بدءا من ليلة أمس وقطعَ الاتصالات وخدمة الإنترنت بالكامل.
أهداف استراتيجية..
حرب بنيامين نتنياهو وحلفائه على غزة هي إبادة بشرية تتعارض مع الشرائع الإنسانية والسماوية وقوانين العدالة الدولية وقرارات شرعيتها على مر الأزمنة، وما يجري على يد الصهاينة في قطاع غزة إبادة ومجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني والذي خلف القصف المتواصل على غزة حتى الآن استشهاد أكثر من 7326، 70% منهم أطفال ونساء، وفي الضفة الغربية استشهد أكثر من 120 شهيدا و1500 معتقل ، وهو ما يدل على أن هذه الحرب والمؤمراة ليست على قطاع غزة فحسب ولكن إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينينة .
بداية نهاية الاحتلال
فشل نتنياهو بالوعود الذي قطعها على نفسة أمام الإسرائيليين من تعزيز القناعات لديهم بمعالجة التحديات والأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها إسرائيل في الشرق الأوسط، كما وضع الهواجس الأمنية وفزّاعة النووي الإيراني على رأس أولوياته، وحوّلها إلى جزء لا يتجزأ من تحديّات “الأمن القومي الاسرائيلي” ، منذ بداية ولايته . لكن صمود أهالي قطاع غزة اسقطت جميع الوعود الكاذبة لرئيس حكومة الاحتلال ، تهاوي الاقتصاد وتدهور الشيكل الإسرائيلي وهرب المستوطينين، وبحسب الصحافة الاجنبية أكثرمن 30% من الإسرائيليين حاملي جنسية مزدوجة اصبحوا في خارج فلسطين المحتلة .
الحل بدولة فلسطينية مستقلة
استطاع نتنياهو والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إفشال مسار المفاوضات مع الفلسطينيين وحل الدولتين لاقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وترحيلها إلى أجل غير مسمى، باتجاه توسيع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، واستمرار الاعتداءات على المسجد الاقصى والكنائس في القدس، وممارسة ضغوط أكبرعلى السلطة الفلسطينية التي تواجه أساسًا جملةً من المتاعب، ما أدّى إلى تصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس. نتنياهو بدء بالإنتحارعندما بدأت شرارة الاشتباكات مع الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ومن ثم مع حركة حماس وفصائل المقاومة في “معركة طوفان الاقصى” والتي بدأت في 7 اكتوبر وانتقلت شرار الطوفان الى الجبهة الجنوبية الحدودية اللبنانية .
الحرب لتغطية فساد نتنياهو
نتنياهو المتورط بالفساد وبصفقات كبيرة لاستثمار حقول الغاز الواسعة في المتوسط قبل بضع سنوات والتي استفاد منها شريكه كوبي ميمون قطب الغاز وأحد أكبر أثرياء الكيان الاسرائيلي المساهم الكبير في شركة “اسرامكو”، احدى الشركات المستثمرة للحقول النفط في المتوسط ، وسهل نتنياهو الفساد حين وقع في نهاية 2015 بندًا يتيح له تجاوز مفوض مكافحة الاحتكار، لتسهل الطريق للموافقة على خطة الغاز.
اليوم ما زال رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يمضي قدمًا في تدمير الكيان الاسرائيلي المتهالك الذي استعان بحضور عسكري أميركي في المنطقة، وبإستطاعتنا أن نقول إن الكيان الإسرائيلي يمّر في أصعب الاوقات فجيش الاحتلال يقهر ويقتل عند مشارف غزة وباقي المدن الفلسطينية وعلى ما يبدو نتنياهو لم يتعلم الدرس وأخذ العبر ولم يتوقف عن جرائم القتل ولا عن أسلوب عمله الاجرامي في فلسطين المحتلة .
انتصار للمشروع العربي في الأمم المتحدة
المحلل السياسي السعودي الدكتور ابراهيم الودعان ، يقول لـ”جسور”، المملكة العربية السعودية تعمل مع المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار فورأ والضغط لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وحل الدولتين وإعطاء الفلسطينين حقوقهم والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس لكن في ظل انشغال المسؤولين الإسرائيليين والحكومة المتطرفة بمشاكلها الداخلية والخارجية، واصلت المنطقة والعالم سلسلة من التغييرات والتحوّلات الكبرى التي تشهدها بطرق غير متوقعة.
وأضاف الودعان ،أصبحت المملكة العربية السعودية قوى أقتصادية عظمى واتفقت مع إيران بواسطة الصين وتم إعادة فتح سفارتَيهما واتّخاذ خطوات إضافية من أجل تخفيف حدة التوترات بينهما. كذلك، اتّخذت دول متخاصمة أخرى في المنطقة، مثل تركيا ومصر، والإمارات وقطر، ومصر وإيران، سلسلةً من الإجراءات لطي الصفحة على خلافات طال أمدها، وعقدت قمم سعودية عربية خليجية صينية وآسيوية ومد جسور مع دول الشرق، واعلن عن البدء بإنجاز طرق دولية اقتصادية بحرية وبرية عربية مع الهند وآسيا، دلالة هذه التطورات تشير إلى دور المنطقة العربية المتنامي والمحوري في السياسات الإقليمية والدولية، واستطاعت الدول العربية أمس انتزاع في الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوتياً لصالح مشروع القرار العربي الداعي لهدنة إنسانية فورية ووقف النار في قطاع غزة ب120 صوتأ بينما الكيان الإسرائيلي يتهاوى بأعماله الإجرامية .
مخاوف لدى الأميركيين والإسرائيليين
في السياق، يقول الباحث السياسي الكويتي خالد ابراهيم إن إسرائيل المنهمكة بمشاكلها الداخلية قد تبنّت في سياستها الخارجية النهج أن تتفاوض عنها الولايات المتحدة الاميركية بدلًا من تولّي دفة القيادة كما كان سابقأ وهذه مؤشرات تدل على ضعف الكيان الأسرائيلي وما بين التنبؤات التوراتية والتحليلات السياسية والاستخباراتية، واستقراء الانقسام الداخلي غير المسبوق في الكيان الصهيوني، وفقدان جيش الاحتلال الإسرائيلي الروح القتالية وعدم الاستعداد للتضحية، واعتماده الكامل على سلاح الجو والمسيّرات ومنظومات الدفاع الجوي، وغياب القيادات الصهيونية التاريخية والاستعانه بالولايات المتحدة وفرنسا والمانيا ودول أخرى،لم يبقَ أمام الكيان الاسرئيلي لانقاذ نفسه بعد كل هذه الظروف الصعبة جدأ الا الذهاب بسرعة الى وقف الحرب على غزة والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإنجاز حل الدولتين وأن تكون هناك دولة فسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها الابدية القدس .
ما قبل الطوفان ليس كما بعده
وأضاف الدكتور مشعل ابراهيم: أثبت تاريخيا أن الشعب الفلسطيني لا يقبل التهميش، ولن يقبل أن يموت بالاختناق الطوعي، والحالة الشعبية جاهزة، وحين تجري محاولات، وحتى مؤامرات، لإبعاده عن الساحة، يعود إليها بقوّة ليقلب الموازين ويحطّم أحلام من عملواعلى التهميش،هذا بالضبط ما حدث في 7 اكتوبر، حين أحس الشعب الفلسطيني بأن هناك محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلف ظهره، وهناك تراكم للسخط والغضب والاحتقان وكان لا بدّ ان ينفجر في وجهه الكيان الإسرائيلي .
سجّل أسود للكيان الصهيوني
الباحث السياسي المصري المتخصص بالشؤون الإسرائيلية الدكتورعبد العال الشعراوي يقول لـ”جسور”، نتنياهو يعمل على تفكيك المجتمع الإسرائيلي وإضعاف الجيش الاحتلال من خلال إصراره على الحرب على غزة وتغذية خطاب الكراهية وقتل الابرياء الفلسطينين المدنيين والتعدي على مسجد الاقصى والكنائس والمصلين، ومعركة “طوفان الاقصى” من الجانب الفلسطيني هي عملية مرحلة دفاع عن النفس.
وأضاف الشعراوي: أما عن الهجوم البري على قطاع غزة يعلم الإسرائيليون والأميركيون أن اجتياح البري لقطاع غزة يزيد بشكل كبير من احتمالات اندلاع حرب إقليمية وفتح الجبهة الجنوبية اللبنانية على مصرعيها وفي حال امتدّت رقعة الصراع، من المرجّح أن تشمل أيضًا استهداف القوات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط .
كما يدرك جميع الخبراء العسكريين أن الدخول في متاهة الاجتياح البري الى قطاع غزة وشوارعها المليئة بالأنقاض سيكبّده خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال وهم يخوضون المعارك ضد مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية الذين يتمتّعون بأفضلية القتال على أرضهم، لكن حتى الحين لا تزال أهداف إسرائيل المُعلنة مُبهمة ومُفرطة الطموح وترتكز على تصوّر خاطئ
يناير 9, 2025
يناير 9, 2025
يناير 8, 2025
يناير 6, 2025