الإثنين , 23 ديسمبر 2024
ايران(الرأي السقطري)متابعات:
انتهت المحادثات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة دون نتائج، وسط اتهام أمريكي لطهران بالإصرار على إقحام قضايا لا علاقة لها بالاتفاق النووي، في المفاوضات والإصرار عليها قبل العودة إلى خطة العمل المشتركة وفي طليعتها رفع الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية. ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، الغموض لا يزال يهيمن على مستقبل المباحثات الثنائية بين أمريكا وإيران، خاصةً بعد تفجر صراعات داخلية عنيفة داخل الحرس الثوري، الجهاز القوي المهيمن، الذي تشقه خلافات داخلية عنيفة، أفضت إلى إقالات مثيرة لمسؤولين كبار فيه، في حين تداولت إسرائيل، وجهات أخرى مهمة تخريب منشآت إيران النووية، واغتيال مسؤولين، وقيادات فيه، بشكل متنامٍ وجريئ، ما وضع سمعة الجهاز نفسه على المحك، بعد أن طالت القيادات، والاتهامات بالخيانة والعمالة عشرات القيادات فيه، خاصةً لمسؤولين عن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
مأزق الدوحة
وعن آخر محاولات إنعاش الاتفاق النووي في الدوحة، قالت صحيفة “الشرق الأوسط” إن المحادثات كانت دون أي اختراق يساعد على دفع المحادثات مع الدول الكبرى في فيينا قدماً.
وفي هذا السياق، كان لافتاً تركيز الجانب الأمريكي بعد فشل جولة الدوحة، على استعداد واشنطن العودة إلى الاتفاق إذا قررت إيران “التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة” في إشارة إلى المطالبة برفع الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، المطلب الذي يرى متابعون أنه يعكس انقساماً حاداً داخل الإدارة الإيرانية نفسها، وعمل بعض الجهات فيها على منع الاتفاق.
ويأتي الدليل على الانقسام في طهران وفق الصحيفة، بعد ساعات من قول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن هناك إمكانية لاتفاق مع واشنطن، لكن بلاده لن تتجاوز “خطوطها الحمراء”.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، حسب الصحيفة عن عبداللهيان لدى وصوله إلى العاصمة التركمانستانية عشق آباد “إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة”.
ولكن على نقيض ذلك، أعادت صحيفة “إيران” المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، محادثات بوريل في طهران، إلى إصدار قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدين تقاعس إيران في التحقيق الخاص بالمواقع السرية في إيران، وأضافت الصحيفة الإيرانية “وأضافت “كان لافتاً أن خطوة طهران تدفع الطرف الآخر إلى التحرك بإرسال بوريل على عجل إلى طهران وتطلب استئناف مفاوضات فيينا” في إشارة إلى استعداد قطاع داخل السلطة الإيرانية على المضي في برنامج التخصيب والعمل السري، ما يهدد المسار التفاوضي برمته.
طلاق بائن!
في موقع “اندبندنت عربية” تعرض حسن فحص للصراع العنيف في إيران بين الحرس الثوري وأجنحة أخرى في السلطة، قائلاً: “لا تزال جميع الأوساط الإيرانية، في الداخل والخارج، تبحث عن أسباب إقالة رئيس جهاز الاستخبارات في حرس الثورة حسين طائب المفاجئ والصادم إلى حد كبير” داخل أجنحة النظام الإيراني.
وأشار فحص إلى إن قرار تعيين خليفة طائب الجنرال محمد كاظمي، لم يصدر عن المرشد الأعلى على غير العادة، ولم يتضمن إشارة إلى اختياره أو تعيينه من القائد الأعلى للقوات المسلحة، بل جاء ضمن سياقات إدارية داخلية سمحت بترقيته في جهاز مكافحة التجسس إلى رئيس جهاز الاستخبارات.
وأشار الكاتب حسن فحص إلى أن استبعاد أو إخراج طائب من دائرة النفوذ والشراكة في القرار الأمني، طالت أيضاً قائد لواء حرس “ولي الأمر” الجنرال إبراهيم جباري، المكلف حماية المرشد وأفراد عائلته وأعضاء مكتبه، الذي يعتبر من المقربين من طائب وأحد الأذرع التي تعمل بالتنسيق معه بعيداً من قيادتها.
واعتبر الكاتب أن تجاهل الإشارة إلى المرشد ربما يشير إلى بداية فض الشراكة بين الحرس والمرشد الأعلى، بعد شراكة بين الطرفين طيلة العقدين الماضيين، تولّى فيها الحرس، وانطلاقاً من مصالحه تكريس دوره ونفوذه السياسي والاقتصادي، وحماية المرشد والنظام والثورة من التحديات التي فرضها تنامي الخطاب الإصلاحي والمعتدل في مواجهة الخطاب اليميني المحافظ.
واعتبر حفص أن “الرسالة التي تحملها إجراءات الحرس هذه، والتي تجري بالتوازي مع التطور الاستراتيجي على خط المفاوضات النووية، والحوار الثنائي غير المباشر حالياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، تصب في سياق تكريس معادلة جديدة، تقول لكل الأطراف الداخلية إن مرحلة اللعب وصراع الأجنحة داخل قوى النظام والسلطة للإمساك بموقع القيادة وفرض من تريد، قد انتهت، وأن المرحلة المقبلة ستكون واضحة المعالم، تحت عنوان صريح هو، الأمر لي”.
عقدة الحرس
من جهته شدد موقع “الحرة” على العقدة التي أصبح يشكلها ملف الحرس الثوري الإيراني، في المفاوضات في فيينا، كما في الدوحة أخيراً، بمناسبة نقله عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية خبر تأكيد فشل جولة المحادثات غير المباشرة في العاصمة القطرية، الدوحة، برعاية الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث للموقع: “كما في السابق، أوضحنا في الدوحة استعدادنا لإبرام وتنفيذ صفقة بسرعة للعودة المتبادلة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، استناداً إلى ما يقرب من عام ونصف من المفاوضات، لكن من جديد أثارت إيران قضايا لا علاقة لها كليا بخطة العمل الشاملة المشتركة ويبدو أنها ليست مستعدة لاتخاذ قرار جوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الصفقة أو دفنها”.
وأوضح الموقع في الختام “حققت المباحثات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز تفاهم، إلا أنها عُلقت منذ مارس مع تبقي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الأجنبية”.
حرس ثوري وليزر
من جهتها قالت صحيفة “الجريدة” الكويتية إن الحرس الثوري الإيراني، تحول إلى قضية مركزية في المفاوضات النووية، تهدد بإفشال كامل مسار التفاوض.
وأوضحت الصحيفة أن تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران ترافق مع إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد إسلامي عن نصب أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة فُردو، لكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان سارع إلى نفي انفضاض المحادثات، مؤكداً أن المشاورات ستتواصل حتى المساء بلقاء بين كني ومورا.
ونقلت الصحيفة عن تقرير تقرير لوكالة “نور نيوز” المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، عن مجريات اليوم الأول من المباحثات الخلافات بين أجنحة النظام الإيرانين قولها “إن المناقشات كانت جادة وتمحورت حول الجانب التخصصي والتقني للقضايا العالقة معتبرة أنه “لا يمكن رسم أفق زمني لمفاوضات الدوحة”.
وتابعت الصحيفة أن عودة إيران للتمسك بقضية الحرس الثوري، تخيم على أجواء التفاوض، خاصة أن موقفها تغير لاحقاً، في مؤشر على مرونة محتملة، قبل العودة من جديد إلى التشدد فيه، بالتزامن مع التقارير التي تحدثت عن احتمال تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن لتزويد دول عربية بمنظومة دفاع جوي تعمل بالليزر تطورها إسرائيل وتمولها واشنطن خلال جولته المرتقبة بالمنطقة في منتصف يوليو(تموز) المقبل.
ديسمبر 10, 2024
ديسمبر 9, 2024
ديسمبر 5, 2024
نوفمبر 27, 2024