واصلت إسرائيل، اليوم السبت، حملتها على حركة “حماس” في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي يعاني فيه النازحون الفلسطينيون الذين لجأوا لشمال الجيب المدمر من سوء الأحوال الجوية.
وأفاد سكان بإطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء خان يونس، وهي المنطقة التي أصبحت محور الهجوم البري الإسرائيلي على “حماس”، وحول مستشفيين رئيسيين هناك.
وقالت الحركة إن مقاتليها أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات على دبابة إسرائيلية جنوب غربي خان يونس.
وأعلنت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية أن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أصابت محيط مستشفى “الأمل” ومستشفى “ناصر”، وهو أكبر منشأة طبية عاملة في الجنوب، وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي يهدد الرعاية الصحية ويعرض حياة الأطباء والمرضى والنازحين للخطر.
وأوضحت السلطات الصحية في غزة أن نحو 26257 فلسطينياً قتلوا وأصيب نحو 65 ألفاً حتى الآن، من بينهم 174 قتيلاً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إن طائرات ودبابات وقوات مشاة إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 11 مسلحاً خلال الساعات الـ 24 الماضية، في معارك درات في خان يونس بقطاع غزة. وأضاف الجيش، في بيان، أنه استهدف مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات بالقرب من القوات وآخرين كانوا يطلقون نيران البنادق وقذائف صاروخية باتجاه الجنود.
قتلى وجرحى
ميدانياً أيضاً، أفيد بمقتل 28 فلسطينياً وإصابة 80 آخرين بقصف إسرائيلي متواصل على خان يونس خلال الساعات الـ24 الماضية.
اتفاق آخر
على خط آخر، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوصل إلى اتفاق آخر في شأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة من دون ترجيح حصول أي “تطورات وشيكة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين “لا يجب أن نتوقع أي تطورات وشيكة”.
وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم (حماس)”، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.
ويأتي ذلك بينما من المقرر أن يلتقي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوروبا مع نظرائه من إسرائيل ومصر ورئيس الوزراء القطري بهدف التفاوض على هدنة وإطلاق سراح باقي الرهائن، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وكررت الولايات المتحدة الجمعة موقفها بأن اتهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة “لا أساس له من الصحة”، وذلك بعد أن قضت محكمة العدل الدولية بأنه يتعين على إسرائيل بذل مزيد من الجهود لتجنب قتل المدنيين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية بعد صدور القرار “ما زلنا نعتقد أن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة، ونشير إلى أن المحكمة لم تتوصل إلى قرار في شأن الإبادة الجماعية أو تدعو إلى وقف إطلاق النار في حكمها”.
لم تبت المحكمة بعد في مسألة ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جريمة “إبادة جماعية”.
وطلبت أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة من إسرائيل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وأضاف المتحدث الأميركي أن “قرار المحكمة يتوافق مع وجهة نظرنا بأن لإسرائيل الحق في اتخاذ إجراءات لضمان عدم تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر، مع إطار احترام القانون الدولي”.
كما أكدت واشنطن أنها “أوضحت دائماً أن إسرائيل يجب أن تتخذ جميع التدابير الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية ومكافحة الخطاب اللاإنساني”.
اجتماع في باريس
ويلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) “في الأيام المقبلة في باريس” مسؤولين كباراً من مصر وإسرائيل وقطر لمحاولة التوصل إلى اتفاق في شأن غزة، وفق ما أفاد مصدر أمني من دولة مشاركة في المفاوضات.