نفذ 12 جندياً إسرائيلياً من أفراد قوة خاصة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، عملية اغتيال لـ3 شبان فلسطينيين بعد تسللهم إلى الطابق الثالث في مستشفى ابن سينا بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، إذ تنكر أعضاء “وحدة المستعربين” بالزي المدني، ولباس الأطباء، والممرضين، مستخدمين مسدسات كاتمة للصوت.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت 3 أشخاص داخل مستشفى ابن سينا، وقال المدير الطبي للمستشفى الدكتور نجي نزال، لوكالة “فرانس برس”، إن عناصر “قوة مستعربين قتلوا 3 فلسطينيين بكاتم صوت داخل قسم التأهيل بالطابق الثالث في المشفى صباح أمس الثلاثاء”.
وذكرت مصادر في مخيم جنين، أن الـ3 هم الشقيقان “باسل، ومحمد غزاوي”، و”محمد جلامنة”، مشيرة إلى أن “باسل” كان مصاباً بجروح خطيرة جراء اشتباكات سابقة، وأن شقيقه “محمد”، وصديقه “جلامنة” كانا يرعيانه.
ما هي وحدة المستعربين؟
على مدار السنوات الماضية خاصة خلال العامين الأخيرين نفذ المستعربون عدة عمليات اغتيال تركزت في محافظات جنين، وطولكرم، ونابلس، وغيرها من المحافظات، متنكرين بالزي المدني في أغلب الأحيان، ومستقلين مركبات مدنية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الإسرائيلية.
مسمى الوحدة مشتق من الكلمة العربية “مستعربين”، والتي تعني أولئك الذين يعيشون بين العرب، والمستعربون الإسرائيليون هم قوات خاصة، يتخفون بزيَ عربي، ويعملون داخل المجتمعات العربية لإنجاز مهامهم.
ويعرف المستعربون عادات، وآداب المجتمع العربي، ويتحدثون اللغة العربية بطلاقة، إذ شارك العديد منهم في مظاهرات عامة، وقد يدعمون الاحتجاجات كما لو كانوا متظاهرين، ويدعمون مطالب المحتجين، لكنهم في الواقع عملاء إسرائيليون سريون.
ويتم اختيار المستعربين لمظهرهم الجسدي المماثل للعرب، ويخضعون لعملية تدريب شاملة، كما يكملون دورات حول العادات الاجتماعية والدينية الفلسطينية، واللغة والثقافة العربية، ويشاركون في التدريبات الميدانية والعملياتية، وفق ما أورده موقع صندوق القدس للثقافة والتنمية الاجتماعية.
وعادة ما تكون مدّة التدريب من 12 إلى 15 شهراً، حتى لا يثيروا الشكوك بشأن شخصياتهم بين الجماعات الفلسطينية المختلفة، وذلك بهدف تحقيق هدف أمني محدد، مثل عمليات الاختطاف أو الاغتيال.
ويعود الظهور الأول لفكرة الاستعراب إلى ما قبل تأسيس إسرائيل، إذ جاءت من البريطانيين الذين اقترحوا على القيادة استغلال الإمكانيات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، وذلك عبر انتقاء مجموعة منهم والعمل على تجنيدهم في إطار استخباراتي، ثم زرعهم في صفوف العرب داخل فلسطين وخارجها، وفق ما أورده المركز الفلسطيني للإعلام.