عندما شن الاحتلال اليمني حربه الغاشمة على الجنوب في السابع من يوليو عام 1994، كان الهدف من تلك الاعتداءات هو القضاء على كل ما هو جنوبي، وتثبيت الهدنة المشؤومة بقوة السلاح.
وقد جاءت حرب العصابات التي أشعلها الاحتلال لتفسر كيف أن هذا قوى صنعاء الإرهابية تتعمد إحراق الجنوب بنيران الفوضى وتثبيت حضورها بقوة البطش والقمع التي تجيدها تلك العصابات المارقة.
ومع توالي السنوات، لا يزال يتعرض الجنوب في الوقت الحالي لاستهداف مشابه، يقوم على محاولة تهميش الجنوب بشكل كامل وإقصائه من العملية السياسية بشكل كامل ضمن استهداف مشبوه يسعى للقضاء على أي مستقبل لدولة الجنوب.
وقد نسجت التضحيات التي قدمها الجنوبيون على مدار السنوات الماضية، دلالة واضحة بأن الشعب الجنوبي لا يمكنهم أن يتنازلوا ولو عن شبر واحد من أراضيهم، وأن النضال مستمر لتحرير الوطن بشكل كامل.
هذه التضحيات دائما ما تحظى بتقدير كامل من قِبل الجنوب قيادة وشعبا، ويعبر عن ذلك الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، الذي لا يفوت أي مناسبة من دون أن يستذكر شهداء الجنوب وتضحياتهم ويوجه لهم التحية، ويؤكد أنهم نبراسا للجنوب على مدار الوقت.
وفيما تحمل هذه التأكيدات طابعا وطنيا، فإن تُرجمت سياسيا في الوقت الحالي في تمسك المجلس الانتقالي بحق إشراك الجنوب أي مفاوضات ترمي إلى التوصل إلى حل سياسي.
وكما نجح الجنوب عبر تضحيات قواته المسلحة في إزاحة خطر المليشيات الحوثية من أراضيه، فإنه لا تنازل عن تحقيق مكسب سياسي مماثل وذلك من خلال رفض أي محاولات للدفع نحو حل سياسي يُقوض قضية شعب الجنوب وحقه العادل في تحقيق حلم استعادة دولته، باعتبار ذلك يحظى بإجماع شعبي فريد من نوعه.