أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، رفض تزويد أوكرانيا بصواريخ مجنحة من طراز “تاوروس”، مشدداً في الوقت نفسه، استبعاد هذا الأمر، نظراً لأنه يتطلب مشاركة عسكريين ألمان.
وبحسب وكالة “دي بي إيه” وصف المستشار الألماني، خلال زيارة إلى مدينة زيندلفينغن في جنوب غرب ألمانيا، مناقشة احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ “تاوروس” بـ”المناقشات الغريبة”، وأكد شولتس قائلا: “لا يمكن تزويد منظومة عسكرية ذات مدى بعيد جداً بدون التفكير في كيفية مراقبتها، وإذا أردنا مراقبتها، وهذا ممكن فقط في حالة مشاركة عسكريين ألمان، يصبح الأمر [تزويد أوكرانيا بالصواريخ] مستبعداً”، وفي الوقت نفسه، لم يتطرق المستشار إلى موضوع تسريب المحادثة التي تم اعتراضها بين ضباط الجيش الألماني، والتي تمت خلالها مناقشة إمكانية مهاجمة جسر القرم بصواريخ “تاوروس”.
وفي الأول من مارس، ذكرت رئيسة تحرير قناة “آر تي” التلفزيونية، مارغريتا سيمونيان، أنه في اليوم الذي قال فيه المستشار الألماني أولاف شولتس إن الناتو لم ولن يشارك في الصراع الأوكراني، ناقش كبار الضباط الألمان إمكانية مهاجمة جسر القرم دون عواقب على السلطات الألمانية، وأشارت سيمونيان إلى وجود تسجيل صوتي مؤكد ونشرت لاحقًا نصاً للمحادثة، ويترتب على ذلك أن الضباط ناقشوا مدى قدرة صواريخ “تاوروس” على تدمير جسر القرم، كما ناقشوا تفاصيل الإعداد للهجوم.
وأكد شولتس معارضته توريد صواريخ “تاوروس” إلى أوكرانيا، مبرراً موقفه بالخطر المتمثل في إمكانية جر ألمانيا إلى الصراع، وفي وقت سابق، خلال محادثة مع المواطنين في دريسدن، تحدث رئيس الحكومة الألمانية مرة أخرى مؤكداً رأيه المعارض لتوريد صواريخ “تاوروس” إلى كييف، موضحاً أن الصواريخ قد تصل إلى أهداف في موسكو إذا تمت برمجتها بشكل غير صحيح.
هذا ونفت الحكومة الألمانية أن محادثة كبار المسؤولين العسكريين الألمان، التي تم التقاطها، والتي تمت خلالها مناقشة احتمال تنفيذ هجوم على جسر القرم، تدل على أن ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا.
وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فولفغانغ بوشنر، في إفادة صحافية اليوم الاثنين: “من الواضح تماماً أن التصريحات التي تزعم أن هذه المحادثة تثبت استعداد ألمانيا للحرب مع روسيا هي دعاية روسية سخيفة وشنيعة”.
وفي اليوم نفسه، أشارت وزارة الدفاع الألمانية إلى أنها ليست على علم بأي حالات أخرى لالتقاط الاتصالات بين الضباط الألمان، وقال المتحدث باسم الوزارة في إفادة صحافية ببرلين: “في الوقت الحالي لسنا على علم بحالات أخرى”، ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل حول التحقيق الجاري.
وأعرب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، في وقت سابق، عن رأي مفاده أن محادثة الضباط الألمان التي تم التقاطها تدل على أن ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا.
وأكدت وزارة الدفاع الألمانية، في الثاني من مارس، أنه تم التقاط محادثة داخلية بين عسكريين ألمان رفيعي المستوى، ووعد المستشار الألماني، أولاف شولتس، بإجراء التحقيق في هذا الصدد.