تجدد الأمل بالتوصل لهدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس” منذ أكثر من خمسة أشهر في قطاع غزة المحاصر في حين أفرغت أول سفينة نقلت 200 طن من الأغذية حمولتها في مدينة غزة تمهيداً لتوزيعها على السكان المتضورين جوعاً.
في غضون ذلك، لم يهدأ القصف والغارات الإسرائيلية طوال الليل. وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد إن ما لا يقل عن 31645 فلسطينياً قتلوا وأصيب 73676 جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” أشرف القدرة، صباح السبت، مقتل 36 شخصاً بضربة استهدفت عند السحور، في ليلة الجمعة الأولى من رمضان، منزلاً يؤوي عشرات النازحين من عائلة الطباطيبي وأنسبائهم، بينهم أطفال وحوامل، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
في مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح القريبة، وقف محمد الطباطيبي (19 سنة) وهو مصاب في يده اليسرى، بين عشرات الجثث الملقاة أرضاً في ساحة قسم الطوارئ يبكي عائلته.
وقال “هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء إخوتي، قصفوا البيت ونحن فيه، كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور، كلهم استشهدوا، لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعملوا مجزرة”.
ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في “الوقائع الظرفية”، مؤكداً أنه استهدف مقاتلين لـ”حماس” “في منطقة النصيرات بناء على معلومات استخباراتية”.
اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لـ”حماس” أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وتؤكد إسرائيل أنه ما زال في غزة 130 رهينة، يعتقد أن 32 منهم لقوا مصرعهم، من بين نحو 250 خطفوا في الهجوم.
رداً على هجوم “حماس”، توعدت إسرائيل القضاء على الحركة، وأطلقت حملة عسكرية خلفت دماراً هائلاً و31553 قتيلاً في الأقل معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
احتجاج إسرائيلي
السبت، تجمعت في تل أبيب عائلات رهائن للمطالبة مجدداً بتحرير أحبائهم المحتجزين في غزة، وهتف المحتشدون “أينما ذهبنا نتحدث عنكم ونغني لكم ونصلي من أجلكم”.
في الوقت نفسه دعا المحتجون المناهضون للحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات جديدة، وأغلقوا عدداً من شوارع تل أبيب. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المحتجين ببضعة آلاف.