غزة- كشف تقرير تدعمه الأمم المتحدة الاثنين أن شمال قطاع غزة أصبح على حافة مجاعة مع توقع تفشيها خلال الشهرين المقبلين، وذلك بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب الإسرائيلية التي تسببت في تدمير القطاع ومقتل الآلاف وانقطاع المساعدات.
وجاء في التقرير المستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيا من الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان.
يأتي التقييم الذي أجرته المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة وهيئات إقليمية ومنظمات الإغاثة، وسط ضغوط عالمية على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
أنطونيو غوتيريش: ما كشفه التقرير مؤشر مروع على الأوضاع الميدانية
أنطونيو غوتيريش: ما كشفه التقرير مؤشر مروع على الأوضاع الميدانية
ولا يزال هناك 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في الشمال. وأضاف التقرير أن “المجاعة الآن متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ما كشفه التقرير “مؤشر مروع” على الأوضاع الميدانية، فيما اعتبرت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للمنظمة الأممية بيث بيكدول أن “وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق”. واتهم الاتحاد الأوروبي إسرائيل الاثنين بالتسبب في مجاعة واستخدامها سلاحا في الحرب.
ويستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مجموعة معقدة من المعايير الفنية. ويعد التصنيف الأكثر خطورة هو المرحلة الخامسة التي تتكون من مستويين، الكارثة والمجاعة.
ويجري قياس حدوث مجاعة عندما يعاني ما لا يقل عن 20 في المئة من السكان من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد ويموت اثنان من كل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
وذكر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن الوضع في شمال غزة تجاوز عتبة انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل كبير، ومن المرجح أن يتجاوز عتبة سوء التغذية الحاد أيضا. وأضاف “من المتوقع أيضا أن يتسارع الاتجاه الصعودي في الوفيات غير الناجمة عن الصدمات، ما يؤدي إلى احتمال تجاوز جميع عتبات المجاعة قريبا”.
وتضاعف تقريبا عدد الأشخاص المعرضين لخطر الجوع الكارثي في غزة مقارنة بالرقم الذي أعلن في ديسمبر، عندما صدر التقرير السابق عن غزة وكان هناك بالفعل معدل جوع قياسي.
وورد في التقرير “من منتصف مارس إلى منتصف يوليو، ضمن السيناريو الأكثر ترجيحا ومع افتراض تصاعد الصراع وحدوث هجوم بري على مدينة رفح، من المتوقع أن يواجه نصف سكان قطاع غزة (1.11 مليون نسمة) أوضاعا كارثية”.
وذكر التقرير أنه بسبب نقص المساعدات تخطت جميع الأسر تقريبا وجباتها كل يوم، وقلل البالغون من وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.