تستمر الاشتباكات القبلية في محافظة الجوف ومديرية أرحب، مما يزيد من تعقيد الوضع، وسط اتهامات للحوثيين بتأجيج النزاعات بين القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
في محافظة الجوف، قُتل مسلح وأصيب اثنان آخران في اشتباكات مستمرة لليوم الخامس على التوالي بين مسلحين من قبيلتي همدان والشولان في منطقة “حصن الديمه” والمناطق الواقعة غربي مدينة الحزم؛ وأفاد مصدر قبلي بأن الاشتباكات المسلحة بمختلف أنواع الأسلحة تواصلت صباح الخميس 4 يوليو، مما أسفر عن مقتل عبدالله محمد مبخوت القهقوه من مسلحي قبيلة همدان، وجرح اثنين آخرين من الجانبين؛ وأكد المصدر أن المواجهات مستمرة أمام مرأى السلطات المحلية والقوات العسكرية والأمنية التابعة لمليشيا الحوثي التي لم تحرك ساكناً لوقف تلك الاشتباكات.
واتهم وجهاء قبليون مليشيا الحوثي بإشعال الخلافات وإحياء النزاعات بين قبيلتي همدان والشولان خاصة وقبائل الجوف عموماً منذ احتلال مدينة الحزم في مارس 2020؛ وأشاروا إلى أن المليشيا لا تحرك حملاتها العسكرية إلا لاستهداف رجال القبائل أو لضبط مطلوبين لها وفرض الحصار على القبائل، لكنها تكتفي بالمشاهدة في حال نشوب حرب بين القبائل بل تتعمد تأجيجها لإضعافها والسيطرة عليها.
في مديرية أرحب، شمالي العاصمة المحتلة صنعاء، أدت التحريضات الحوثية المتواصلة إلى تصاعد الاشتباكات القبلية المسلحة بين مسلحين من أسرتي “بيت ناصر” و”بيت أبو مريم” في منطقة بني علي؛ وذكرت مصادر قبلية أن الاشتباكات العنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء واستمرت حتى صباح الخميس، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين؛ وأوضحت المصادر أن جهود الوساطة القبلية فشلت حتى الآن في تهدئة التوترات، بالتزامن مع تكثيف المليشيا من مساعيها في تغذية النزاع بين الجانبين عبر مشرفيها الوافدين إلى المنطقة تحت مسمى قوات أمنية ووسطاء.
الجدير بالذكر أن هذه الاشتباكات بين أسرتي “بيت أبو مريم” و”بيت ناصر” جاءت بعد أسبوع من اندلاع اشتباكات مسلحة في نفس المديرية بين أبناء قريتي “الفقهاء” و”بيت يعيش” في عزلة عيال عبد الله، وبين قبيلتي “آل أبو ترخمة” و”آل ناشر” في قصبة عيال سحيم عزلة ذبيان.
تؤكد هذه الأحداث على الحاجة الملحة لتدخل دولي لوقف انتهاكات الحوثيين المتصاعدة وضمان استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.