الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أتوجه برسالتي هذه إلى شعب الجنوب كافة ثم إلى قيادتنا السياسية والعسكرية والأمنية، وإلى واجهاته الاجتماعية ومثقفيه وإعلاميه وناشطيه في وسائل التواصل الاجتماعي بدرجة خاصة.
مذكِّرًا الجميع أن شعبنا الجنوبي العظيم قد ناضل وقدم التضحيات الكبار والجسام من أجل استعادة دولته وهويته الوطنية الجنوبية – وهذا هدف قد أصبح قاب قوسين أو أدنى – ولكن هناك هدف أكبر وأهم وأسمى لكل هذه التضحيات ألا وهو إقامة وبناء الدولة الجنوبية الحديثة، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، ودولة العدالة والحرية، دولة جنوبية لكل وبكل أبنائها، الجميع فيها متساوون تحت النظام والقانون بما يحفظ للجميع كرامتهم وكافة حقوقهم.
وهذا ما تؤكد عليه وثائق وأدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي، وما تؤكد عليه قيادتنا السياسية دائمًا، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، وهذا أيضًا ما يجب أن يعيه الجميع، وما يجب أن نعمل على تحقيقه جميعًا ومن الآن، وكلٌّ في مكانه ومجاله.
إن أول شروط الوصول إلى هذا الهدف النبيل والسامي ومن أجل ضمان مستقبل آمن ومستقر لأجيالنا الجنوبية هو أن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، وأن ننبذ جميعًا كل دعوات التفرقة والعنصرية والنعرات المناطقية والقبلية، ونحترم القانون والنظام ونحتكم جميعنا إليه.
وبمعنى آخر علينا أن ننظر لكل سيئ أو مخرب أو إرهابي أو متعاون مع الجهات المعادية لقضية شعب الجنوب، وأيضًا كل مسئول فاسد أو متبلطج على أنه لا يمثل إلا نفسه فقط، ولا علاقة لمنطقته ولا قبيلته بالجرم المشين الذي اتهم به، والذي يجب أن يخضع للقانون ليدينه أو يبرئه مما اتهم به أو نسب إليه. وفي نفس الوقت فإن أعمال البلطجة والبطش واستعراض القوة أمر مرفوض ومدان من الجميع ومن أي كان ومهما كان.
ويجب على القيادات والجهات الأمنية وأجهزة الضبط أن تلتزم بالقانون والنظام وبموجب إجراءات الضبط المحددة بالقانون، وأن تعي أن كرامة المواطن وحفظ حقوقه خط أحمر وليست عرضة للمساومة والمهادنة، وأن لا أحد فوق القانون مهما كان، وأن من يخالف ذلك يجب عزله ومحاكمته هو ومن يقف معه أو يدعمه من السياسيين.
إن التأسيس لاحترام القانون والأنظمة من الآن لا يعني فقط ضمان إقامة دولة العدل والمساواة، بل إن في ذلك ضمان لتأسيس مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.
علينا جميعًا أن نعمل على التخلص من تركة الوحدة اللعينة، وأن نرفض وندين ونقف جميعًا وقفة رجل واحد أمام كل من يمارس أي من ممارسات ثقافة الوحدة الدخيلة على مجتمعنا وشعبنا، كما يجب علينا أن نقف بقوة ضد كل من يحاول أن يفخخ مستقبل أجيالنا ويحاول أن يجرنا إلى النعرات المناطقية أو القبلية تحت أي مبرر، وخاصة أن العدو يعمل على ذلك ليل نهار ويبذل في سبيل ذلك المليارات، ومُسَخِّرٌ لذلك ماكينة إعلامية ضخمة، بهدف تمزيق وحدتنا الوطنية وبالتالي السيطرة على بلدنا ومقدراتنا.
ولذلك فإننا لا نستبعد أن هذه القضية هي قضية مدبرة ومخطط لها مسبقًا، وهي لن تكون الأولى ولا الأخيرة، وخاصة أن عدونا كما هو معروف بجميع أطرافه يعملون على شق الصف الجنوبي ويبذلون من أجل ذلك كل ما يستطيعون، كما لا نستبعد أن يكون ناتج عن تباينات وصراعات خفية، وفي كل الأحوال يجب علينا ألا نستبق الأحداث، ومصير التحقيقات أن تكشف كل متخَبٍّ.
وحتى ذلك الحين فإن قضية الأخ/ المقدم علي عشال الجعدني ستبقى قضية رأي عام لكل أبناء الجنوب حتى يتم كشف جميع خيوطها ومحاكمة كل المشتركين فيها.
وختامًا أجدد الدعوة لكافة أبناء الجنوب بالتحلي بالحكمة والصبر وعدم الانجرار خلف دعوات الفتنة الصادرة من المطابخ الإعلامية المعادية، وعلى جميع أبناء الجنوب مواجهة ذبابهم الإلكتروني والتصدي لكل ما يحيكونه من مؤامرات ضد الجنوب وشعبه والتي تظهر لنا كل يوم بعنوان جديد.
ولكن الله معنا {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024
ديسمبر 23, 2024