التأكيد على المرجعيات الثلاث في بيانات وتصريحات قمة جدة للأمن والتنمية التي عقدت يوم أمس السبت؛ والتي تجاوزها الزمن والحقائق والمعطيات على الأرض؛ والقفز على إتفاق ومشاورات الرياض وكأنها لم تكن؛ وهذا ما يفرض بالضرورة على الإنتقالي وبقية القوى والأطراف الجنوبية الأخرى؛ إتخاذ مواقف حاسمة وواضحة تصوب فيها المسار وتصحح العلاقات القائمة بالتحالف وعلى أكثر من صعيد تجنباً للأسوأ .
على أن يتم وضع وبحث كل ذلك في إطار الحوار مع أطراف التحالف المعنية وعلى قاعدة الوضوح والمصارحة وبروح أخوية مسؤولة خدمة للأهداف والمصالح المشتركة راهنا ومستقبلاً؛ فلم يعد هناك مجالا للصبر والتريث أمام مستقبل ومصير الجنوب وقضيته الوطنية التي تهددها المخاطر؛ وغابت عن مداولات وتصريحات وبيانات القمة السعودية – الأمريكية والقمة العربية – الأمريكية كذلك؛ وبشكل يبعث على القلق الجدي العميق والحقيقي؛ وهي حالة تعبر عن ( خروج الحلفاء ) وتجاوزهم لكل الأسس والقواعد المنظمة لتحالف الضرورة؛ وعن تفاهمات وأخلاقيات وطبيعة مثل هكذا تحالف؛ وبالتالي فإن من حق الجنوبيين أن يبحثوا لهم عن أصدقاء وتحالفات موثوقة وصادقة وواضحة معهم؛ إن لم يتم تصحيح موقف التحالف وسريعا وبما يطمئن الجنوبيين على طبيعة وموقف التحالف من قضيتهم الوطنية وبصورة لا غموض فيها .
فموقف التحالف مع الأسف الشديد يزداد غموضاً وبات غير مفهوما ومقلقا للجنوبيين؛ بل ويحمل معه الكثير من المخاطر والتحديات التي ترتقي إلى مستوى الشك وعدم اليقين بصحة وسلامة هذا الموقف من قضية الجنوب التي لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها بخفة وسهولة؛ مهما تم تغليف ذلك عبر إختلاق الأعذار والأسباب والمبررات والضرورات التكتيكية؛ والتي تبدو لنا بأنها كذلك ولكن مع الطرف الجنوبي وليس مع سواه من الأطراف الأخرى .
وما نتمناه هنا أن يدرك المعنيون في التحالف جيداً بأن قضية الجنوب الوطنية هي قضية وطن وشعب وهوية؛ وقد قدم شعبنا الجنوبي العظيم من أجل إنتصارها أعظم التضحيات وأغلاها وأنبلها ولن يتخلى عن هدفه الوطني وحقه المشروع مهما واجه من تحديات على طريق إستعادة دولته الوطنية الجنوبية وسيادته على أرضه والتحكم بقراره الوطني المستقل؛ مهما طال عليه الزمن وتعرجت به الدروب والمسالك؛ لأن الهدف واضح والإرادة صلبة وقوية؛ وسيمضي أبناء الجنوب معا على هذا الطريق بمزيد من وحدة وتماسك صفوفهم وتقوية جبهة الجنوب الداخلية عبر حوارهم الوطني المسؤول الذي به وعبره سيتم تجاوز كل العراقيل والمطبات الذي وضعت في طريقهم خلال السنوات الماضية؛ ولن تنجح معهم كل أشكال البحث عن الفتنة وإشغالهم ببعضهم لأنهم قد تعلموا الدرس جيداً .