تصر الولايات المتحدة على اتخاذ قرارات سياسية من شأنها أن تمنح المليشيات الحوثية، إشارة خضراء للتمادي في الجرائم الغادرة التي تُطيل أمد الحرب القائمة منذ صيف 2014.
الحديث عما صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية قالت قالت إنها لا تفكر في إعادة تصنيف الميلشيات الحوثية تنظيما إرهابيا.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن متحدث في الخارجية الأمريكية قوله إن إعادة تصنيف المليشيات الحوثية ليست أولوية قصوى.
وصرح المتحدث: “نحن نركز حاليًا على تأمين وتمديد وبناء هدنة في اليمن، والتي لها تأثير ملموس على ملايين السكان وتوفر فرصة موثوقة للسلام”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه لا يتم النظر في إعادة تصنيف الحوثيين، وأضاف أن الاعتبارات الإنسانية ما زالت تشكل عاملا مهما في أي قرار بشأن تصنيف المليشيات الحوثية كتنظيم إرهابي أجنبي.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وافقت على تصنيف المليشيات الحوثية الإرهابية تنظيما إرهابيا، إلا أن إدارة الرئيس جو بايدن عكسه عندما تولى منصبه العام الماضي وألغى ذلك القرار.
وتقول إدارة بايدن، إن إعادة تصنيف المليشيات الحوثية تنظيما إرهابيا عقبة أمام تأمين وقف دائم لإطلاق النار.
هذا الموقف الأمريكي دائما ما يثير انتقادات ضد الإدارة الأمريكية التي تجد نفسها متهمة بأنها تدعم المليشيات الحوثية وإرهابها، باعتبار أن هذه الذراع الإيرانية تجد نفسها بمأمن من المحاسبة على الجرائم التي ترتكبها.
اللافت أن الولايات المتحدة ما تتحجج في قرارها بأنها تخشى على مسار الأوضاع الإنسانية، وتتخوف من أن يؤدي قرارٌ كهذا إلى عرقلة أطر تقديم المساعدات.
بيد أن هذا التخوف مردود عليه بأكثر من سياق، فمن جانب لم يؤدِ القرار الأمريكي إلى تحسن في منظومة تقديم المساعدات، بل أدت الجرائم الحوثية إلى تفاقم الأعباء الإنسانية بشكل كبير.
كما أن الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ الضمانات التي تخص إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية مع إظهار العين الحمراء ضد إرهاب المليشيات، وهو ما يعني أنه لا يوجد ما يبرر غض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات وسبل التضييق عليها.