تشهد العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية، في الآونة الأخيرة، محاولات متكررة من بعض القوى السياسية لعقد اجتماعات ولقاءات على أرض الجنوب، في خطوة لا تعدو كونها استفزازًا مباشرًا لإرادة الشعب الجنوبي وحقه في نيل استقلاله.
إن أرض الجنوب التي رويت بدماء الشهداء وتضحيات الجرحى وعرق الأبطال، ليست ساحة للتلاعب أو لتحقيق أجندات على حساب تضحيات أبنائها، والشعب الجنوبي، بعزيمته وإرادته، قادر على إفشال هذه المحاولات وردع كل من يتجرأ على التقليل من إرادته.
استفزاز الشعب الجنوبي.. أسلوب عقيم ومرفوض:
إن عقد مثل هذه الاجتماعات على أرض الجنوب لا يعبر سوى عن تجاهل مقصود لمشاعر وتطلعات أبناء الجنوب الذين ضحوا بالغالي والنفيس لتحقيق حلمهم بالاستقلال.
تلك القوى السياسية التي تصر على حضور الجنوب لعقد تحالفات أو تمرير أجندات، إنما تعبث بمصير شعب بأكمله، شعب عانى طويلاً ودفع ثمناً باهظاً ليصل إلى هذه المرحلة.
إن استفزاز الشعب الجنوبي بمثل هذه الاجتماعات لن يؤدي إلا إلى زيادة تصميمه وإصراره على المضي قدمًا نحو الحرية والاستقلال.
الجنوب أرض الأحرار.. والإرادة لن تنكسر:
شعب الجنوب أثبت، عبر سنوات من النضال والكفاح، أن إرادته لا تُقهر، وأنه لن يقبل بأي وصاية أو محاولة لفرض قرارات تتعارض مع تطلعاته.
لا يمكن لمثل هذه اللقاءات أن تغير من الواقع شيئاً، ولا يمكن لها أن تزعزع طموحات أبناء الجنوب. إرادة الشعب الجنوبي في نيل استقلاله هي التي ستسود، وهي ليست مصلحة جنوبية فحسب، بل تصب أيضًا في مصلحة استقرار المنطقة بأسرها، بما في ذلك شمال اليمن.
فالجنوب المستقل هو خطوة مهمة نحو بناء شرق أوسط آمن ومستقر.
رسالة إلى الساسة الشماليين: كفوا عن قلة الاحترام!
إننا نوجه رسالة واضحة إلى الساسة، وخصوصًا الشماليين منهم، الذين يحاولون استخدام هذه الاجتماعات كوسيلة استفزاز.
عليهم أن يدركوا أن قلة الاحترام والإصرار على استفزاز الشعب الجنوبي ليسا إلا إشعالاً لمشاعر الغضب التي لن تصب في مصلحة أحد. عليهم أن يعوا جيدًا أن الشعب الجنوبي، رغم حرصه على استقرار المنطقة، لن يقف مكتوف الأيدي أمام كل من يتجرأ على المساس بإرادته وكرامته.
زمن محاولات فرض الأجندات والسيطرة قد ولى، وما يحتاجه اليمن اليوم ليس المزيد من الصراعات، بل احترام إرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها. فالشعب الجنوبي لم ينسَ تضحياته، وهو قادر على التعامل بحزم مع كل من يحاول الاستهانة بهذه التضحيات.
إرادة الشعب الجنوبي هي التي ستمضي:
الشعب الجنوبي، بتاريخه المجيد وإرادته التي لا تنكسر، هو الذي سيتجاوز كل التحديات والمؤامرات، وهو الذي سيكتب مستقبله بيده، ولن يقبل بأي وصاية أو تدخل من قوى تتجاهل تطلعاته.
وبهذه الإرادة الصلبة، سيمضي الجنوب نحو استقلاله واستعادة سيادته، مهما كانت المحاولات لإيقافه.
ختاماً، نقولها بصوتٍ واضح: أرض الجنوب ليست ساحة لاجتماعاتكم ولا مكاناً لتنفيذ أجنداتكم. شعب الجنوب اختار طريقه، ولن يقبل بأي مساومة على حريته وكرامته، وسيقف في وجه أي محاولات للنيل من عزيمته، فإرادته هي التي ستمضي، وهي التي ستكون في صالح المنطقة كلها.